اخبار اقتصادية

بعذ الذعر في الوهلة الأولى، الأسواق تحب ترامب

بعذ الذعر في الوهلة الأولى، الأسواق تحب ترامب

لم يكن انتخاب ترامب كرئيس الولايات المتحدة الأمريكية هو الصدمة الوحيدة التي جاءت يوم أمس، بل كانت ردود أفعال السوق مفاجئة أيضًا.   كان يبدو ان رد الفعل الفوري مثل الذي حدث تماًمًا في ردود أفعال السوق بعد نتجية الاستفتاء على خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit)، ولكن مع اتجاهنا إلى جلسة التداول الأوروبية، عادت الأسهم في منعطف ، مرتدة من خسائرها الحادة لتسجل ارتفاعات حادة.  كانت ردود أفعال السندات والعملات والسلع بنفس الطريقة.

فقد اقتربت مؤشرات الأسهم الامريكية من اعلى مستوياتها بعد ان كانت قد انخفضت بما يزيد عن 5% في العقود المستقبلية، وفي الوقت ذاته ارتفعت عوائد السندات لأجل 10 أعوام بمقدار 22 نقطة أساس لترتفع إلى ما فوق 2% بعد انخفاضها في البداية بمقدار 17 نقطة اساس.  ولم يكن الذهب استثناءًا لذلك، حيث تراجع هذا المعدن بمقدار 60 دولار أمريكي للأوقية من اعلى مستوياته وارتفعت الاسهم الآسيوية بعد عمليات البيع التي تعرضت لها يوم أمس.  الحقيقة أننا لم نشهد مثل هذا اليوم منذ 14 عام في الأسواق المالية.

وتفسيرنا الوحيد لهذا الانعكاس السريع جدًا في الأسواق هو أن المستثمرين قد بدأوا في النظر إلى الجانب المالي.  فخلال ما يزيد من 8 اعوام في الأزمة الاقتصادية، كانت البنوك المركزية هي المحرك الاساسي للأسواق المالية، وعندما بدأت سياساتهم  النقدية في الظهور بشكل غير فعال، ظلت اسواق الاسهم داخل نطاقات ضيقة. والآن وبعد وعود ترامب بأن يكون هناك إنفاق مالي كبير في  الولايات المتحدة الأمريكية في الأفق، وان يكون هناك قطع كبير في الضرائب وتشريعات اقل، يعتقد المستثمرون ان معدل نمو الارباح في الولايات المتحدة الأمريكية سيزيد، وان التضخم سيعود، وأن منحنيات عوائد السندات ستزداد حدة.

كان أبرز المستفيدين في سوق الاسهم يوم أمس القطاع المالي وقطاع الصحة وقطاع الصناعات، بينما واجهت الاسهم ذات العوائد المرتفعة يومًا عصيبًا مثل المرافق والعقارات.

كما ارتفع الدولار الأمريكي بعد عمليات البيع المكثفة التي تعرض لها وسط توقعاتب أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيمضي قدمًا في خططه برفع أسعار الفائدة في شهر ديسمبر.  وأعتقد ان مسار رفع سعر الفائدة سيكون أسرع إن قرر ترامب أن يوفق بوعوده، مما سيحفز من توقعات التضخم.

ولكن هناك العديد من الشكوك والاسئلة التي لا إجابة لها حتى الآن. هل سيفي ترامب بوعوده الخاص بالإتفاقات التجارية، والسياسات الخارجية، وخطط الهجرة؟  أم أن ذلك كان اعلانات فقط لحملته الانتخابية، وسيكون رجل الأعمال  شخصًا مختلفًا بعد أن يصبح رئيسا؟ شيء واحد هو المؤكد وهو أننا سنشهد المزيد من التقلبات في المستقبل، لذلك من الأفضل ربط أحزمة الأمان الخاصة بك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى