يبدو أن بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) باستثناء الغذاء والطاقة ن منطقة اليورو قد استقرت وإن كانت لا تزال عند مستويات منخفضة للغاية وقد ساعدت هذه الأخبار على دعم اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD قليلا في جلسة التداول الأوروبية صباح اليوم . ارتفع اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD الى مستوى 1.3195 بعد ان كشفت البيانات عن ان مؤشر أسعار المستهلك (CPI) باستثناء الغذاء والطاقة في منطقة اليورو قد ارتفع الى%0.9 مقابل التوقعات بقراءة 0.8%.
وعلى الرغم من ان بيانات التضخم في منطقة اليورو لا تزال منخفضة للغاية، إلا أن البيانات اليوم تدل على ان الضغوط التضخمية قد تراجعت الى حد ما وقد يتيح هذا للبنك المركزي الاوروبي بعض الوقت الإضافي قبل أن تلتزم السلطات النقدية بأي برنامج تسهيل كمي كبير.
وكما ذكرنا هذا الاسبوع لا نتوقع ان اعلانات درامتيكية من البنك المركزي الأوروبي (ECB) في المؤتمر الصحفي الأسبوع القادم، ولكننا نتوقع ان يُعد البنك المركزي السوق لاحتمالي المزيد من تسهيل السياسة النقدية قبل نهاية العام. وعلى الرغم من حقيقة ان الضغوط الانكماشية قد تراجعت – في جزء غير صغير بسبب تراجع سعر الصرف خلال الاشهر القليلة الماضية- إلا انه من الواضح ان البنك المركزي الأوروبي (ECB) لا يمكنه الاعتماد على معدل النمو الاقتصادي لدفع المنطقة وإخراجها من التباطؤ الاقتصادي الحالي. لا يزال السعر عند ادنى مستوياته خلال 5 أعوام حتى مع البيانات الأفضل من التوقعات التي جاءت اليوم.
ومع بقاء اغلق الموازنات المالية في منطقة اليورو تحت النظام التقشفي، بالإضافة الى استمرار المشاكل الجيوسياسية مع روسيا وما تسببه من تراجع الاستثمار ومعدل الطلب من رجال الاعمال، فإن التحفيز الاقتصادي الوحيد المتاح لمنطقة اليورو يجب أن يأتي من الجانب النقدي. ولهذا السبب يعتقد العديد من المشاركين في السوق ان يناقش دراجي هذه القضية ولو بشكل غير مباشر في الاجتماع الاسبوع المقبل.
ومن ناحية اخرى، كانت البيانات الاقتصادية اليابانية التي صدرت الليلة الماضية مخيبة للآمال. فقد توقف التضخم و تراجع معدل الاستهلاك و جاء الإنتاج الصناعي بقراءة دون التوقعات بمقدار كبير. لا يزال التضخم باستثناء الغذاء والطاقة عند 2.7% بينما انكماش معل إنفاق الأسر بنحو ملحوظ مسجلا – 5.9% مقابل التوقعات بقراءة -2.7% وارتفع الإنتاج الصناعي بنسبة 0.2% فقط مقابل التوقعات بارتفاعه بنسبة 1.2%.
ومن الواضح ان رفع ضريبة المبيعات القومية لها تأثير سلبي للغاية على معدل طلب المستهلك وقد يحبط هذا من حاولات آبي في إنعاش الاقتصاد الياباني. كما أشار بعض المحللين فإن الشركات اليابانية لديها الكثير من المال في حين أنه لدى المستهلكين اليابانيين القليل جدا من المال وربما تكون إصلاحات السيد ابي التي ركزت على التخفيضات الضريبية للشركات وزيادة الضرائب على المستهلكين قد أدت الى تفاقم الوضع فقط. وقد يؤدي هذا إلى عدم وجود غياب خيار أمام البنك الياباني سوى زيادة التزامات التسهيل الكمي من أجل الحفاظ على التحفيز الاقتصادي الياباني
ويتمثل تأثير هذه التطورات في أنه في الوقت الذي يوشك فيه البنك الاحتياطي الفيدرالي إنهاء تعزيز الاقتصاد الأمريكية بالسيولة تماما، قد تبدأ بنوك أخرى (البنك الياباني و البنك المركزي الأوروبي (ECB)) في زيادة التدفقات المالية الى الاقتصاد بكميات كبيرة. وإن استمر هذا الوضع حتى نهاية العام فإن السيولة المضافة من البنك المركزي الأوروبي (ECB) و البنك الياباني قد تقدم دعم قوي للأصول المالية بينما قد تحافظ على معدلات الطلب الجيدة على الدولار الامريكي.
في الجلسة الامريكية اليوم سوف يتم الاعلان عن الدخل الشخصي والانفاق الشخصي ومؤشر مديري المشتريات من شياكاغو. ويتوقع السوق انخفاض بسيط في الدخل والانفاق الشخصي وارتفاع بسيط في مؤشر مديري المشتريات. ولكن إن جاء الدخل الشخصي والانفاق الشخصي بنتائج صعودية مفاجأة فقد يقدم هذا المزيد من الدعم لزوج العملة الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY وقد يدفع هذا الزوج الى مستوى 104.00 مع مرور اليوم.