انعكاس الدولار الأمريكي بعد البيانات الاقتصادية … لماذا؟

انعكاس الدولار الأمريكي بعد البيانات الاقتصادية … لماذا؟

 أنهى الدولار الأمريكي تعاملاته يوم أمس ما بين مستقر ومتراجع مقابل جميع العملات الرئيسية. بالنسبة للكثيرين، يعتبر هذا الأداء مفاجئًا بالنظر إلى قوة آخر التقارير الاقتصادية الأمريكية، وارتفاع  مخزونات النفط الأمريكي إلى مستويات قياسية جديدة ، وارتفاع عوائد سندات الخزانة الامريكية.   فقد جاءت كل من مؤشرات انفاق المستهلك والتضخم ونشاط الصناعات التحويلية في منطقة نيويورك بنتائج أعلى من التوقعات وكان رد فعل الدولار الامريكي  مناسب عندما سجل ارتفاعات واسعة النطاق بعد الاعلان عن هذه البيانات .  وارتفع زوج العملة الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY خلال 5 بيب من مستوى 115.   ولكن بعد وقت قصير من الاعلان عن هذه التقارير، فقد الدولار زخم ارتفاعه، ويرجع ذلك جزئيا إلى الانخفاض غير المتوقع في الإنتاج الصناعي والتعليق الموجز من جانيت يلين بقولها: “لقد كان الأداء الاقتصادي مخيب للآمال للغاية.”   وقد أغلق المستثمرين أنفسهم على هذه الكلمات على الرغم من أنها قضت معظم الوقت من  شهادتها أمام الكونجرس وهي تتحدث عن قوة معدل انفاق المستهلك، وارتفاع  ثقة الشركات والمستهلكين.    بينما كانت أكثر حذرَا قليلاً،إلا أن  لهجتها بشكل عام كانت إيجابية  والأهم من ذلك، أنه بعد كل التطورات التي شهدناها يوم أمس، زادت التوقعات برفع سعر الفائدة حيث تضع العقود المستقبلية الخاصة بتوقع إجراءات البنك الاحتياطي الفيدرالي  فرصة نسبتها 46٪ لصالح رفع سعر الفائدة  في مارس بعد أن كانت هذه العقود تضع فرصة نسبتها 34٪ أول أمس .  واستأنفت عوائد سندات الخزانة الامريكية لعشر سنوات ارتفاعها تجاه نهاية جلسة نيويورك،  مما يدل على  أن الدولار الأمريكي لا يزال يتعرض للشراء عند الانخفاضات.   وبالنسبة لزوج العملة الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY، فإن أي مكان بين 113.50 و 114.10 هي منطقة جيدة للشراء، وبالنسبة لزوج العملة اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD  فإن منطقة 1.06-1.0650 تعتبر منطقة جذابة للبيع.   ومن المقرر الاعلان اليوم الخميس عن المنازل المبدؤ بناؤها ، وتصاريح البناء وطلبات إعانة البطالة ومؤشر فيلادلفيا الفيدرالي   – وقد يؤدي ا ارتفاع معدلات الرهن العقاري إلى الإضرار بالنشاط السكني ولكن من المتوقع أن يكون تأثير هذه البيانات على الدولار الامريكية تأثير قصير الأجل.

 تداول اليورو مقابل الدولار الأمريكي على ارتفاع للمرة الأولى منذ 5 أيام تداول. وكان الدافع وراء تعافي اليورو يعود بالكامل إلى تراجع الدولار، حيث قضت العملة الموحدة  النصف الأول من جلسة التداول الأمريكية عند المنطقة السلبية.  وقد تم الاعلان يوم امس غت تقرير الميزان التجاري في منطقة اليورو فقط، وعلى الرغم من التدهور الاقتصادي في ألمانيا، إلا أن إجمالي الفائض التجاري في المنطقة قد سجل نتيجة  أعلى من التوقعات، حيث جاء بقراءة 24.5 مليار مقابل التوقعات بقراءة 22 مليار.  ولكن على الرغم من هذا التحسن، إلا أنالبنك المركزي الأوروبي ليست في موقف لتغيير السياسة النقدية – قال “جازبيك” عضو لجنة السياسة النقدية الاوروبية  يوم امس ان الحديث عن إيقاف التيسير الكمي لا يزال موجود ولكنه حديث افتراضي في هذه المرحلة.   واليوم سيعلن البنك المركزي الأوروبي عن محضر آخر اجتماع عن   السياسة النقدية  ، وهناك احتمالات بأن يكون هذا التقرير صدى لوجهات نظر البنك المركزي الحذرة.