كان التداول متقلبا للغاية في جلسة التداول الآسيوية حيث انخفض الين الياباني لفترة وجيزة تحت مستوى 112.00 بعد رد فعل التجار السلبي لشهادة كورودا محافظ البنك الياباني في البرلمان. وكان يبدو أن السيد كورودا قد تخلى عن تعليقاته السابقة فيما يتعلق بفاعلية التسهيل الكمي.
انخفض الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY الى ادنى مستوى له عند 111.85 ولكنه سرعان ما ارتفع مرة اخرى إلى مستوى 112.60 حيث يبدو أن المشاركين في السوق قد أخذوا جرعة سريعة من التدخل من البنك الياباني. ويبدو أن مشرعي السياسة النقدية في اليابان قد أصابتهم خيبة أمل من حركة السوق في سوق العملات الأجنبية. فقد فشل سعر الفائدة السلبية في إحداث التأثير المرجو منها، حيث فقد الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY ما يقارب 1000 نقطة في أعصاب هذا القرار، وهو ما كان عكس نية البنك الياباني تماما بإضعاف العملة.
ويقع الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY في الوقت الحالي تحت مستوى 115.00 والذي يعتبر السعر المحوري للعام بالنسبة للعديد من الشركات اليابانية مثل تويوتا. وفي ظل ضعف اداء اغلب الشركات، فسوف يؤدي تزايد الضغط على الأرباح ومعدل النمو الى تعقيد مهمة البنك الياباني بتحفيز معدل التضخم والتوسع الاقتصادي على الارتفاع.
ويبدو أن المسؤولين في اليابان قد قرروا أن سعر الصرف لزوج العملة الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY عند 110.00 سيكون هو “الخط الوهمي” الذي سيحافظون على سعر هذا الزوج فوقه في الوقت الحالي. وقد كانت التدخلات التاريخية السابقة التي قام بها البنك الياباني غير فعّالة خاصة تلك التي تحارب ارتفاع معدلات الرغبة في المخاطرة. ولهذا السبب سيكون العامل الأكبر الوحيد الذي يمكن معه الحفاظ على ارتفاع معدلات الطلب على الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY عاملا صادرا عن البنك الاحتياطي الفيدرالي وليس البنك الياباني، وفي ظل الموقف المحايد الأخير من البنك الاحتياطي الفيدرالي في الوقت الحالي ، فمن المتوقع ان يستمر الضغط الهبوطي على الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY.
في الوقت ذاته، استمرت البيانات الاقتصادية الاوروبية في إصابة السوق بخيبة أمل حيث سجل مؤشر IFO قراءة 105.7 مقابل التوقعات بقراءة 107. وكان الجزء الاسوأ في هذا المؤشر هو الانخفاض الحاد في بند التوقعات المستقبلية فيه الى 98.8 من 102.2 الذي كان عليه في يناير. ويشير هذا الاتجاه إلى ان الشركات اليابانية تبدأ في قلقها أكثر بشأن معدلت الطلب العالمية من الصين و الولايات المتحدة الامريكية وكذلك من منطقة اليورو. والحقيقة أن الأوضاع الاقتصادية الكلية بالإضافة إلى الضغط على الاقتصاد المحلي من أزمة اللاجئين تجعل الاقتصاد الألماني عُرضَة لمزيد من الضغوط هذا العام، وقد يؤدي هذا الى دفع معدل النمو الاقتصادي في منطقة اليورو بشكل عام للأسفل.
انخفض اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD خلال مستوى الدعم 1.1000 كرد فعل لهذه الأخبار ولا يزال بالقرب من هذه المستويات قبل جلسة التداول الامريكية. ولا توجد الكثير من البيانات الاقتصادية الأمريكية اليوم حيث سيتم الاعلان عن مبيعات المنازل الموجودة و مؤشر ثقة المستهلك ، وقد يرغب أصحاب صفقات البيع في الاندفاع مرة اخرى الى ما دون مستوى 1.1000 مع مرور اليوم.