اخبار اقتصادية

اليورو يضعف في سوق الفوركس مع تزايد التوترات الجيوسياسية

شهد اليوم في سوق الفوركس بداية  تتراجع فيها معدلات الرغبة في المخاطرة في وقت يؤثر فيه التوتر بين الصين واليابان على سوق الأسهم في آسيا ويمتد تأثيره إلى أوروبا حيث هبطت الأسهم بنسبة -1% في جلسة التداول الأوروبية. ومع تصاعد المظاهرات في الصين على مزاعم اليابان بملكية مجموعة من الجزر المهجورة، تزايد القلق بين المستثمرين من أن يتحول النزاع السياسي بين القوتين الآسيويتين إلى حرب تجارية وأن تؤدي أي مقاطعة في الصين للبضائع اليابانية إلى التأثير سلبًا على النمو الياباني. وتعد الصين هي أكبر شريك تجاري لليابان، ومن ثم فإن التوتر الراهن يلقي بظلال كئيبة على معدلات ثقة المستثمرين خاصة إذا ما تركت الفرصة لهذا الصراع أن يزداد ضراوة في المستقبل المنظور.

وقد هبط زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD نحو مستوى 1.3050 مع اطراد اليوم على الرغم من النتيجة الأخيرة لمزاد السندات الأسباني وتحسن قراءة مؤشر ZEW لثقة الاقتصاد الألماني. وكانت أسبانيا قد باعت ما إجماله 4.576 مليار يورو  من أذونات الخزانة لأجل 12 و18 شهرًا مقارنة بكمية مستهدفة قدرها 3.5-4.5 مليار مع تحسن العوائد إلى 3.072% (مقارنة بـ 3.335% و 2.835% مقارنة بـ 3.07% على التوالي).  وعلى صعيد آخر، أظهر مؤشر ZEW لثقة الاقتصاد الألماني  نتيجة أفضل للشهر الأول في ستة أشهر مع تزايد التوقعات المستقبلية بشكل حاد وسجلت معدلات الثقة الاقتصادية قراءة -3.8 مقابل -16.3.

ومع ذلك، تلاشى أثر الأخبار الاقتصادية الأفضل من المتوقع نتيجة التوترات الجيوسياسية والمناخ العام من جني الأرباح مع بقاء المستثمرين في حالة من القلق. فحتى في أستراليا، فإن الموقف الحيادي البادي لمحاضر اجتماع البنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) قد يسقط ضحية للأحداث الجارية. وكما أشرنا لاحقًا، “إن التصعيد الأخير في التوترات السياسية بين الصين واليابان قد يلقي بظلاله الباردة على النمو الاقتصادي في المنطقة على نحو يدفع بالاحتياطي الأسترالي لإجراء تيسير نقدي في الشهر المقبل. وكان بعض المحللين قد تنبئوا بالفعل بأن يقوم البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس على مدار الشهرين القادمين في مسعاه للتغلب على النمو المتباطئ في الاقتصاد. وقد ظل الدولار الأسترالي AUD ضعيفًا في بداية جلسة التداول الأوروبية والأسيوية حيث هبط إلى 1.0428 وقد يختبر مستوى 1.0400 في وقت لاحق اليوم إذا ما زادت التدفقات النقدية الناجمة عن كراهية المخاطر.

وفي أمريكا الشمالية اليوم، جاءت الأجندة الاقتصادية قليلة البيانات حيث لا يوجد بها سوى بيانات الحساب الجاري وبيانات مشتريات سندات الخزانة الامريكية طويلة الاجل، وكلاهما لا يتوقع أن يكون له أثر كبير على حجم التداول. وسوف تتطلع العملات على الأرجح إلى الأسهم لاستلهام الاتجاه منها، ولكن مع انتظار بعض المشاركين لحلول العام اليهودي الجديد، قد تكون السيولة ضعيفة. ومع الارتفاع السريع الذي شهده الزوج يورو/دولار أمريكي EURUSD حتى اليوم، من المقرر إجراء عملية تصحيح بالأخذ في الاعتبار كافة الأخبار الإيجابية عن البنك المركزي الأوروبي ECB والتيسير الكمي. ومن ثم سيظل الزوج معرضًا لمزيد من عمليات البيع المكثفة حيث تتطلع عمليات البيع للتعثر في أوامر الوقف عند مستوى 1.3000 الأساسي إذا ما اكتسبت التدفقات النقدية لكراهية المخاطر الزخم مع اطراد أحداث اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى