اجتاحت التدفقات المالية التي تنفر من المخاطر سوق الفوركس كاجتياح نهر من الحمم، وبالتالي تراجعت أزواج العملات التي ينطوي على تداولها مخاطر عالية، ودفع هذا زوج العملة الدولار الأمريكي/ ين ياباني USDJPY تجاه مستوى الدعم 109.50 ، وكان هذا رد فعل أسواق العملات لتصعيد إدارة ترامب للحرب التجارية مع الصين.
وقد اعلن ترامب أنه قام بتوجيه وزارة الخزانة الأمريكية لزيادة التعريفات الجمركية بمقدار 200 مليار دولار أمريي على السلع الصينية، وقد أثار هذا مخاوف بأن يكون هناك رد فعل حازم من الصين وعلى الرغم من أن القيمة المطلقة للتعريفات الجمركية قد لا تكون مرهقة ، إلا أن الإجراءات السياسية من كلا الجانبين تخلق شعر بالقلق والخوف في السوق من أن ضغوط الأسعار التضخمية ومعدلات النمو الاقتصادي قد تتأثر بشكل سلبي مما يؤدي إلى تباطؤ عام في النشاط الاقتصادي العالمي في النصف الثاني من هذا العام.
وينتظر السوق في الوقت الحالي الإعلان الفعلي من غدارة ترامب بالإضافة إلى أي رد من الحكومة الصينية، ولكن بغض النظر عن الافعال قصيرة المدى، من الواضح أن معنويات المستثمرين قد تضررت حيث تغ الدوافع الحمائية للسيد ترامب تغذي المخاوف من الركود والتباطؤ. وتميل لهجة الحديث عن الحرب التجارية لفترة طويلة إلى توضيح السبب في أنه على الرغم من النمو الاقتصادي الذي تشهده الولايات المتحدة الأمريكية ،لا يمكن للدولار الأمريكي الاستمرار في الارتفاع، وسبب تراجع عوائد السندات عائد السندات المعيارية لأجل عشر سنوات أكثر وأكثر من مستوى 3٪.
بينما ارتفعت العملة الأمريكية مقابل اليورو و الباوند البريطاني ودولارات السلع، إلا أن هذه الارتفاعات كانت انعكاس لضعف العملات المقابلة أكثر من كونها انعكاسًا لأي طلب أصلي على العملة الامريكية. وقد فشلت العملة الامريكية في الارتفاع مقابل الين الياباني و الفرنك السويسري وقد يكون ذلك أكثر أهمية من ذلك ، حيث لا تزال الأسواق غير متأثرة إجراءات تضييق السياسة النقدية التي يتبناها البنك الاحتياطي الفيدرالي. وفي الحقيقة، إن التركيبة السامة للسياسة المالية الحمائية وتضييق السياسة النقدية هي خطأ سياسي كلاسيكي يمكن أن يدفع الولايات المتحدة الأميكية إلى الركود في وقت لا يتوقع فيه أحد مثل هذه النتيجة.
وفي الوقت الحالي تعكس الاسواق المالية نوع من الحذر ولكن قد يتحول هذا الحذر إلى ذعر إذا خرجت الآليات السياسية عن نطاق السيطرة.