اخبار اقتصادية

المخاطر الجيوسياسية تهيمن على اهتمامات تجار الفوركس

المخاطر الجيوسياسية تهيمن على اهتمامات تجار الفوركس

 

 تعتبر المخاطر الجيوسياسية حاليًا من أبرز اهتمامات تجار الفوركس هذا الشهر مع الهجمات الإرهابية في روسيا والسويد  والغارات جوية الأمريكية في سوريا مما يضع المستثمرين على الحافة.   وبالتالي تراجعت اهمية البيانات الأمريكية بسبب هذه التطورات، مما أدى إلى حالة من الفوضى في نهاية أسبوع التداول .  وانتهت القمة الصينية – الأمريكية بأفضل طريقة ممكنة – دون إطلاق أي طلقات من أي من الجانبين.   وبدلا من ذلك، قال الرئيس ترامب “تم إحراز تقدم هائل”  وأوضح أن العلاقة مع الصين  “معلقة”.  وبدون الدخول فى التفاصيل قال ايضا “اعتقد ان الكثير من المشاكل السيئة المحتملة سوف تختفي”. وفى بيان اصدرته الصين قال الرئيس شي لترامب “ان لدينا الفا سببا للحصول على علاقات  صينية امريكية جيدة، وليس هناك سببا لتفسد العلاقات الصينية الامريكية”. في حين أن الرئيس الصيني شي لن يكون سعيدا  ” بالهجمات  الأمريكية على سوريا (حيث تتوافق وجهات نظرهم أكثر مع روسيا)، إلا أن هذا كان  أفضل ما يمكن أن تأمل الأسواق  تحقيقه من هذا الحدث الذي كان الاكثر أهمية للأسبوع الماضي .   وفي الوقت نفسه نحن نعتقد أن ضعف تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي سوف يعودليطارد الدولار حيث يتطلع السوق إلى أحدث تقارير التضخم  و انفاق المستهلك في الولايات المتحدة.   ومن شأن المخاطر الجيوسياسية والبيانات الأمريكية الأضعف أن تبقي على استمرار رغبة المستثمرين في المخاطرة، مما يؤدي إلى ضعف الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY وغيره من العملات الرئيسية مثل اليورو.  وقد يكون  قرار الولايات المتحدة الامريكية باتخاذ إجراء عسكري مباشر في سوريا سبب في تغيير العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا والتي قد تكون أخبارا سيئة للأسواق.  وذكرت وكالة فوكس نيوز ان سفينة حربية روسية دخلت شرق البحر المتوسط متجهة نحو مدمرتين تابعتين للبحرية الامريكية شنتا غارات جوية الليلة الماضية.   ومع ذلك، قد يرتبك العديد من المستثمرين بسبب الانتعاش السريع في  الدولار الأمريكي بعد تقرير التوظيف الامريكي، ولكن هذه الخطوة كانت مدفوعة بمجموعة من عمليات البيع على المكشوف، والنتيجة الإيجابية للقمة الأمريكية / الصينية.

 

وقد ساعد على دعم الدولار الكندي البيانات الكندية الأقوى من التوقعات وارتفاع أسعار النفط، وبهذا تجنب الدولار الكندي   المزيد من الخسائر.   على الرغم من أن سوريا ليست منتجا رئيسيا للنفط ولكن موقعها الجغرافي والتحالفات مع كبار منتجي النفط في الشرق الأوسط تثير الخوف من حدوث المزيد من التوترات في المنطقة.  وكانت آخر التقارير الاقتصادية الكندية قوية، حيث زادت الوظائف في كندا بمقدار 19.4 ألف وظيفة أخرى في شهر مارس.  وزادت الوظائف بدوام كامل وبدوام جزئي، مما يشير إلى أنه لم يكن هناك ضعف في هذه الوظائف بعد الارتفاع القوي في فبراير .   كما ارتفع مؤشر مؤشر مديري المشتريات  الكندي (إيفي) إلى 61.1، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من عام.   كل هذه التطورات مهمة حتى وقت إعلان البنك المركزي الكندي عن السياسة النقدية يوم الأربعاء. وسوف يكون اجتماع هذا الشهر أكثر تحريكا للسوق  من  الشهر الماضي لأنه سيعقبه مؤتمر صحفي من محافظ البنك المركزي الكندي بولوز.   وفي المرة الأخيرة التي اجتمع فيها البنك المركزي، أعرب البنك عن قلقهمإزاء انخفاض الأجور، والركود، والتحديات التنافسية التي يواجهها قطاع التصدير.  وفي الشهر الماضي، كان النشاط الاقتصادي متفاوتا.   وازداد الضغط على الصادرات مع عودة الميزان التجاري إلى منطقة العجز في شهر فبراير.   كما كان التضخم منخفض أيضا مع تباطؤ نمو مؤشر أسعار المستهلك إلى معدل 2٪.   ومع ذلك، كان نمو الوظائف والنشاط الصناعي و انفاق المستهلك قويا.   لذلك قد لا نرى أي تغييرات رئيسية على توقعات البنك المركزي.  مع أخذ ذلك في الاعتبار، إذا زاد البنك المركزي الكندي في تعبيره عن ميله إلى السياسة النقدية الميسرة من خلال إعادة التأكيد على مخاوفه، فسوف يتعرض الدولار الكندي إلى البيع.  ومع ذلك، إذا شددوا على التحسن في الإنفاق ونشاط العمل فسوف ينخفض الدولار الأمريكي/ الدولار الكندي USD/CAD من مستوياته المرتفعة.

 

 تداول الدولار الأسترالي والنيوزيلندي خلال الأسبوع الماضي عند مستويات منخفضة، حيث انخفض الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي AUD/USD إلى مستوى 75  على خلفية كره المخاطر.  وكانت التقارير الاقتصادية الاسترالية الأخيرة متفاوتة مع تباطؤ مبيعات التجزئة ونشاط الصناعات التحويلية وارتفاع معدل نمو قطاع الخدمات والنشاط التجاري .   وقد خلفت هذه التقارير المتناقضة  المزيد من الارتباك  وأعطت المستثمرين القليل جدا من الأسباب لشراء الدولار الاسترالي AUD.   وفي الأسبوع المقبل، ستكون بيانات العمالة الأسترالية والميزان التجاري للصين هي الأرقام التي يجب التركيز عليها.   وقد أعرب بنك الاحتياطي الأسترالي مؤخرا عن قلقه إزاء سوق العمل، الأمر الذي يجعل تقرير هذا الشهر ذا أهمية خاصة.   ومن المرجح أن ينتعش الميزان التجاري الصيني بعد التدهور غير المتوقع الذي سجله الشهر الماضي.   هناك دعم كبير لزوج العملة الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي AUD/USD عند مستوى 75 سنتا لكنه يبدو محفوفًا بالمخاطر.  ونظرا لعدم وجود تقارير اقتصادية نيوزيلندية هامة خلال هذا الاسبوع  ، فمن المرجح أن يأخذ الدولار النيوزلندي إشارات تداوله من الدولار الاسترالي AUD، والبيانات الإقليمية، وشهية السوق للدولار الأمريكي.

 

 بعد التداول في نطاق ضيق بشكل استثنائي لمعظم الأسبوع، تراجع اليورو أخيرا يوم الجمعة، متراجعا إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار الأمريكي خلال 3 أسابيع.  ولم يكن لهذه الخطوة أي علاقة بالبيانات الاقتصادية ، حيث تحسن الإنتاج الصناعي الألماني والنشاط التجاري في شهر فبراير.   وبدلا من ذلك، فإن الهجمات الإرهابية المستمرة في أوروبا تجعل المستثمرين يشعرون بالتوتر بشأن فرص مارين لو بين في أن تصبح الرئيس المقبل لفرنسا.   وهي تقوم بحملة مناهضة للهجرة ومكافحة الارهاب، وتظهر اخر استطلاعات الرأى انها تنافس ايمانويل ماكرون الذى يدخل الجولة الاولى من التصويت يوم 23 ابريل.   ومن المقرر الإعلان الأسبوع المقبل عن مسح ZEW  ولكننا لا نزال نتوقع أن يتداول اليورو مع تحيز كبير للانخفاض على الرغم من تحسن الظروف المحلية.   وفي الوقت نفسه، لا يزال مسؤولو البنك المركزي الأوروبي يشعرون بالقلق إزاء التضخم – قال رئيس البنك المركزي دراجي  الأسبوع الماضي أنه لا يزال من المبكر  أن نعلن عن تحقيق النجاح في التضخم، وأن البنك بحاجة إلى مزيد من الثقة في التضخم لتغيير موقفه.   وعلى هذا النحو، فإنه لا يرى حاجة إلى الانحراف عن صياغة الإرشاد المستقبلي على الرغم من أن ميزان مخاطر النمو يبدو أنه يتحول الى الصعود.  ويوافق عضو البنك المركزي الأوروبي كونستانسيو على أنه من السابق لأوانه الإعلان عن النجاح في التضخم، ويعتقد برايت أن أسعار الفائدة يجب أن تبقى عند المستوى الحالي أو أقل بعد التسهيل الكمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى