تنفست أسواق العملات الصعداء قليلاًا مع تحسنت معدلات الرغبة في المخاطرة على مدار التداول منذ صباح اليوم بعد أن استدعت روسيا قواتها ودعتها للعودة إلى ثكناتها في نهاية لحربها مع أوكرانيا. وقد ارتفعت العملات بحدة كرد فعل لهذه الأخبار، حيث اعتبر التجار أن في هذا إشارة للتراجع عن تصعيد الأفعال العدائية. وقد كانت هناك توقعات بأن فلاديمير بوتن سوف يعقد مؤتمرًا صحفيًا ولكن لم يصدر الرئيس الروسي حتى الآن أي تعليقات للعامة على التطورات الأخيرة.
وعلى الرغم من بعض الإشارات البسيطة على تراجع التوترات، تستمر القوات الروسية في حصار القواعد العسكرية الأوكرانية في شبه جزيرة القرم، ورفض الاوكرانيون تسليم أسلحتهم. وبالتالي فإن المواجهة قائمة ولا تزال هناك احتمالية كبيرة لأن يكون حدوث تبادل إطلاق النار إلى مناوشات ، مما يجعل الوضع في شبه جزيرة القرم قابل للاشتعال مجددًا.
وعلى الرغم من استمرار التوترات على كلا الجانبين، يبدو الوضع في شبه جزيرة القرم مستقر ويدل على أن روسيا سوف تسعى إلى الحصول على ميزة محدودة ولن توسع من حملتها العسكرية إلى نطاق أوسع في النطاق الحالي، وذلك كما حدث في صراتها في الماضي مع جورجيا وأوسيتيا. وإذا كان هذا هو الحالي، فمن المحتمل أن تبدأ الأسواق في تجاهل هذا الوضع في أوكرانيا وتعود إلى التركيز على البيانات الاقتصادية مرة أخرى.
وعلى هذا الجانب، كان جدول البيانات هادئًا للغاية اليوم، ولكن في استراليا أكد البنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) على موقفه المحايد بينما يقوم في الوقت ذاته بالإشارة مرة أخرى إلى قوة الدولار الأسترالي. سرعان ما انخفض الدولار الأسترالي باتجاه مستوى 0.8900 في رد فعل للتصريحات الواردة من البنك الاحتياطي الأسترالي (RBA)، ولكن سرعان ما ارتد للاعلى وارتفع إلى أعلى مستوى له عند 0.8970، حيث شهد التجار فرصة ضئيلة بأن يغير البنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) من السياسة النقدية في أي وقت قريب.
ومن أحد الاسباب الأساسية التي تجعل البنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) مؤيد نسبيًا لتضييق السياسة النقدية هي حقيقة أن السوق العقاري الاسترالي لا يزال قويًا وأي قطع في سعر الفائدة بشكل إضافي قد يحد من الطلب في هذا القطاع. واليوم جاءت بيانات الموافقات على البناء بنتيجة أفضل من التوقعات، حيث ارتفعت بنسبة 6.8% مقابل التوقعاتب قراءة 0.7%، مما يدل على أن أيدي البنك الاحتياطي الاسترالي مكبلة في الوقت الحالي. وبالتالي من المحتمل أن يتحرك الدولار الأسترالي في قناة سعرية بين 0.8800-0.9000 في الوقت الحالي.
ومن ناحية أخرى، تعرض الباوند البريطاني إلى عمليات بيع مكثفة كرد فعل للضعف البسيط في مؤشر مديري المشتريات (PMI) بقطاع الإنشاءات والذي سجل مستوى 62.6 مقابل التوقعات بقراءة 63.6، ولكن قد يكون هذا الانخفاض سبب في الأحوال الجوية السيئة، كما ان هذه القراءة لا تزال بالقرب من اعلى المستويات الأخيرة. والسؤال الاكثر أهمية هو ما سيأتي به مؤشر مديري المشتريات (PMI) بقطاع الخدمات البريطاني يوم غد والذي من المتوقع أن يسجل قراءة اقل قليلا بالمقارنة مع الشهر السابق. إن جاء تقرير قطاع الخدمات بقراءة بالقرب من المستويات الحالية، فقد يعمل الباوند البريطاني على محاولة ارتفاع أخرى إلى اعلى المستويات السنوية، حيث سيقتنع السوق بشكل أكبر بأن البنك البريطاني سيكون هو البنك الاول في المجموعة السبعة الذي يرفع سعر الفائدة.
وفي أوروبا، استمر مؤشر أسعار المنتجين في الإشارة إلى الاتجاهات الركودية حيث سجل قراءة -0.3% مقابل التوقعات عند -0.1%. وقد تجاهل السوق هذه الأخبار، حيث يقتنع التجار بأن البنك المركزي الأوروبي (ECB) لن يغير من أسعار الفائدة في هذا الاجتماع وسوف يرون انخفاض الأسعار على أنها مؤقتة. يركز تجار اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD في الوقت الحالي على المخاطر الجيوسياسية فقط وطالما انه لا يوجد تصعيد للوضع في اوكرانيا، فقد يشهد هذا الزوج المزيد من الارتفاع مع مرور اليوم.