الدول الاجنبية تشعر بالضرر من ضعف الدولار الامريكي
دفعت عوائد السندات الأمريكية المرتفعة العملة الأمريكية للأعلى مقابل اغلب العملات الاساسية اليوم، ولكن لم تكن ارتفاعاته بقيادة طلب السوق على الدولار. وبدأت الدول حول العالم بالشعور بالضرر من ضعف الدولار الامريكي. وخلال العام الماضي، انخفض الدولار الأمريكي بنسبة 10% من قيمته مقابل الباوند البريطاني، و 8% مقابل الدولار النيوزلندي وما بين 2 إلى 3% مقابل اليورو و الدولار الأسترالي و الفرنك السويسري. وحاولت البنوك المركزية حول العالم بعدة طرق تخفيض عملتها. في الليلة الماضية على سبيل المثال، وصف البنك الاحتياطي النيوزلندي المستوى المرتفع الذي يقع عنده الدولار النيوزلندي NZD بغير المبرر وغير القابل للاستمرارية. وبينما لم يقل البنك هذا بشكل صريح، فمن المحتمل ان تكون قوة العملة قد لعبت دور في قرار البنك بالتوقف المؤقت عن رفع سعر الفائدة والذي اتخذه يوم امس. وعندما ارتفع الاسترليني الى اعلى مستوياته خلال خمس اعوما ونصف العام هذا الشهر، قلل البنك البريطاني من حديثه عن رفع أسعار الفائدة في وقت قريب. كما حاول البنك الاحتياطي الأسترالي التقليل من قيمة عملته بشكل متكرر خلال الاشهر القليلة الماضية. ويعود جزء كبير من ضعف الدولار الامريكي الى انخفاض عوائد السندات الأمريكي ولكن من المتوقع ان يتسبب ارتداد عوائد السندات يوم امس في تكوين قاع سعري لهذه العوائد وأن يساعد هذا بالتالي على استعادة الطلب على العملة الأمريكية. وكان التحسن الحاد في المعدلات الاسبوعية من الشكاوى من البطالة يوم امس قد ألقى بظلاله على التباطؤ غير المتوقع في النشاط الصناعي والانخفاض الأكبر من التوقعات في مبيعات المنازل الجديدة. انخفضت معدلات الشكاوى الاسبوعية من البطالة الأمريكية الى ادنى مستوى خلال 8 اعوام عند 284 ألف في الاسبوع المنتهي يوم 19 يوليو. وبينما سرعان ما قال مكتب احصاءات العمل بأن هذه البيانات في هذا الوقت من العام قد تكون متقلبة بسبب اغلاق مصانع السيارات، إلا انه لا يوجد شيء غير معتاد في تقرير كان من المفترض ان يكون أثر أقوة بدون حركة تسريح العمالة الأخيرة من ميكروسوفت. ولا يوجد شك في ان سوق العمل يزداد قوة ولكن لا يزال معدل التحسن اقل من توقعات البنك الفيدرالي. وفي الوقت ذاته، لا يزال السوق العقاري مصدر قلق حيث انخفض تقرير مبيعات المنازل الجديدة بنسبة 8.1% بالمقارنة مع التوقعات بانخفاضها بنسبة 5.8%. من المقرر الاعلان اليوم عن طلبيات السلع المعمرة وهو تقرير متقلب بدرجة كبيرة ومن غير المتوقع بالتالي أن يكون له تأثير كبير على الدولار الامريكي.
اليورو: قوة مؤشرات مديري المشتريات تقلل من تأثير عقوبات الاتحاد الاوروبي الأكثر صرامة
بفضل البيانات الأفضل من التوقعات الصادرة عن منطقة اليورو، اغلق اليورو اليوم بدون تغيير مقابل الدولار الأمريكي. ولسوء الحظ كان الارتفاع معتدل مما يدل على ان المستثمرين لا يزالوا قلقين بشأن مستقبل منطقة اليورو بشكل عام. وفي الوقت ذاته، منع ارتفاع عوائد السندات الامريكية زوج العملة اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD من التمتع بقوة تعافي أكبر. ويذكر ان النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو قد امتد بمعدل اسرع خلال شهر يوليو وفقا لما جاء به مؤشر مديري المشتريات (PMI) المركب من منطقة اليورو والذي ارتفع الى مستوى 54 من مستوى 52.8 في اعقاب قوة النشاط الاقتصادي في كلا من قطاع الخدمات والقطاع الصناعي. وقد تحسنت مؤشرات ميري المشتريات في كلا من ألمانيا وفرنسا ولكن على نحو غير متوقع تعرضت فرنسا لنشاط صناعي أبطأ منا لتوقعات. وقد يشعر المستثمرون بالقلق من صرامة العقوبات على روسيا. فقد وزعت المفوضية الأوروبية مذكرة من 10 صفحات للعواصم، محددة الخيارات المختلفة لتوسيع العقوبات على روسيا. ويتضمن هذا العقوبات على الاستثمار الاوروبي في اسهم البنوك الروسية التي تمتلك الحكومة الروسية 50% أو أكثر منها، ليتم بهذا حظر البنوك الروسية من قوائم البورصات الاوروبية ومنع تداول اموالها في اسواق الاسهم في بريطانيا والاتحاد الاوروبي. وإن تمت الموافقة على هذه العقوبات فسوف تكون هذه الإجراءات أكثر صرامة من تلك التي اعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع الماضي. وعلى اعتبار ان البنوك الروسية قد رفعت من 50% من احتياجات رأس المال في أسواق الاتحاد الاوروبي العام الماضي، فسوف يكون لهذه العقوبات تأثير كبير على الاقتصاد الروسي. ولكن لا يزال من غير الواضح ما هو الخيار الذي سيتفق عليه قادة الاتحاد الاوروبي. وبالتالي لا نعلم إذا ما سيتم عقد مؤتمر خاص لمناقشة هذه الاحتمالات أم أن الدول ستقوم بالموافقة على هذه الخيارات كتابيا بشكل فردي.
الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD: 7 أيام بدون ارتفاع
مرت 7 أيام تداول بدون ارتفاع في الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD. فقد كوّن زوج العملة هذا قمة سعرية عند مستوى 1.7191 يوم 15 يوليو وتحرك في اتجاه هبوطي منذ ذلك الحين. وعلى الرغم من ارتفاع أسعار المستهلك في شهر يونيو وانخفاض معدل البطالة، إلا أن تباطؤ معدل نمو الأجور وضعف معدل الانفاق قد أكد على ان مشتري الاسترليني قد شعروا بالخوف حول عدم جدية البنك البريطاني بشأن رفع أسعار الفائدة هذا العام. ووفقا لمحضر اجتماع البنك البريطاني وحديث مارك كارني هذا الاسبوع، فإن البنك المركزي غير متعجل بشأن رفع أسعار الفائدة. وبعد زيادة صفقات شراء الاسترليني الاشهر العديدة السابقة، فإن قلة الميل الى تضييق السياسة النقدية وتغير نغمة البنك المركزي قد ادت الى خروج المضاربين عن بعض هذه الصفقات. ومع تشكك المزيد من التجار بشأن نوايا البنك البريطاني، يمكننا أن نرى تعديل إضافي في توقعات السوق وخروج مستمر من صفقات الشراء. اخترق الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD مستوى 1.70 للأسفل يوم امس ويواجه الان مستوى الدعم 1.69. وكانت عمليات البيع المكثفة التي تعرض لها هذا الزوج يوم امس بدافع من تقرير انفاق المستهلك والذي جاء بقراءة اقل من التوقعات. فقد ارتفع تقرير مبيعات التجزئة بنسبة 0.1% خلال شهر يونيو مقابل التوقعات بقراءة 0.3%. وباستثناء المبيعات، انخفض معدل الانفاق بنسبة 0.1% .