اخبار اقتصادية

الدولار الامريكي… ماذا بعد تقرير التوظيف الامريكي؟!!

الدولار الامريكي… ماذا بعد تقرير التوظيف الامريكي؟!!

 

 لم يكن تقرير التوظيف الامريكي الذي صدر يوم الجمعة يحمل من القوة لمنع الدولار الأمريكي فقط من الانخفاض تحت مستوى 115 مقابل الين الياباني ولكنه كان بالقوة الكافية لدفع زوج العملة الى ما فوق مستوى 117.  وكان رجال الاقتصاد يتوقعون ان ينخفض معدل نمو التوظيف الامريكي الى 175 ألف ولكن بدلا من ذلك، ارتفع تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي بمقدار 156 ألف فقط في الشهر الاخير من العام.   ولا يعتبر هذا الانخفاض أكبر منا لتوقعات فحسب بل كان اضعف ثاني شهر منذ شهر مايو.   كما ارتفع معدل البطالة الى 4.7% من 4.6% وهو ما كان متوافقا مع التوقعات ولكنه كان مخيبًا للآمال أيضًا.   وعلى الرغم من انخفاض الوظائف قليلا عن التوقعات، إلا أن القراءة المعدلة لشهر نوفمبر قد ارتفعت من 178 ألف الى 204 ألف.   كما ارتفع معدل المشاركة في قوى العمل، مما يفسر سبب ارتفاع  معدل البطالة ولكن الاكثر أهمية من لك هو ان معدل نمو الاجور قد ارتفع بنسبة 0.4% وهو اقوى معدل ارتفاع له منذ 2009. كما انه يتجاوز توقعات السوق عند 0.3%.   وبشكل عام لن تغير هذه الارقام من خطط البنك الاحتياطي الفيدرالي الخاصة بتضييق السياسة النقدية.  وفي الحقيقة، ظهر رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي “ميستر” الذي يصوت للمرة الأولى هذا العام بعد وقت قصير من الاعلان عن بيانات التوظيف ليقول بأن تقرير التوظيف في ديسمبر كان معقولاً.   ولم تتعير العقود المستقبلية الخاصة بتوقع إجراءات البنك الاحتياطي الفيدرالي بعد هذه البيانات على الرغم من ارتفاع عوائد السندات الامريكية والدولار الامريكي.

 

 بدايةً من هذا الاسبوع ستعود السيولة بشكل كامل وسيتم التركيز في المقام الأول على حديث البنك الاحتياطي الفيدرالي  ولن يكون لدينا أي بيانات امريكية ذات اهمية حتى تقرير مبيعات التجزئة يوم الجمعة.  من المقرر ان تكون هناك تصريحات من  7 أعضاء من البنك الاحتياطي الفيدرالي من الآن حتى يوم الجمعة، 5 منهم أعضاء مصوتين في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)  هذا العام.  ومنهم جانيت يلين محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي، و “كاشكاري” و”باويل” و “هاركر” و “إيفانز” رؤساء البنك الاحتياطي الفيدرالي.   وكانت التصريحات الاخيرة من “هاركر” و يلين” تميل الى تضييق السياسة النقدية بينما كان يشوب التصريحات من “كاشكاري” و”باويل” و  “إيفانز” بعض الحذر.  مع أخذ ذلك في الاعتبار،  نتوقع أن الدولار تماسك حركة تداول الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY  بين 115-117.50 .  لن يقوم البنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة في وقت قريب جدا في الوقت الحاضروقد تكون ارتفاعات الدولار الممتدة محدودة ولكن في الوقت نفسه،قد تكون التراجعات السعرية ضحلة قبل تنصيب ترامب.

 

وبصرف النظر عن التحركات في سعر صرف الدولار الأمريكي، كانت القصة الكبيرة الثانية في سوق الفوركس  الأسبوع الماضي هي التدخلات من قبل البنوك المركزية في الصين والمكسيك.  وفي يوم الجمعة، رفع  بنك الشعب الصيني  سعر الفائدة بأكبر معدل خلال  11 عامًا مما دفع العملة للارتفاع بنسبة أكثر من 1٪ مقابل الدولار الأمريكي مما اعطى العملة دعم قبل عطلة السنة الصينية الجديدة في نهاية الشهر الجاري.  وبين ارتفاع الدولار الأمريكي، والمخاوف بشأن الاقتصاد الصيني ورأس المال الخارج من الصين، كان اليوان  تحت ضغط كبير خلال الأشهر القليلة الماضية، مقتربًا من اختراق حاجز الـ 7.0، وهو مستوى لم ينكسر خلال ما يزيد عن  8 سنوات.  ولكن من أجل وقف التدفقات المالية الخارجة من البلاد ووقف التجارة احادية الاتجاه، يقاتل البنك المركزي  بقوة لإبعاد المضاربين.  وبصرف النظر عن التدخل في العملة، فقد دفعوا أيضا معدلات اليوان في الخارج لترتفع ارتفاعا حادا، مما يجعلها ذات سعر اغلى لاقتراض العملة في الخارج أو “البيع على المكشوف”.  وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، “إن سعر الفائدة الذي تفرضه  البنوك على بعضها البعض في سوق الإقراض لليلة واحدة في هونج كونج قد قفز إلى 61.3٪ يوم الجمعة – وهي أعلى نسبة في السنة، وثاني أعلى مستوى على الاطلاق. وكانت الفائدة عند  %38.3 يوم الخميس، وظلت فوق 10٪ منذ 30 ديسمبر . “لسوء الحظ  لا يعمل التدخل دائما خصوصا عندما تكون العوامل الأساسية التي تدفع اليوان للاسفل ذات اهمية كبيرة.   وكانت التدفقات المالية بدافع من اصطياد العائد خارج الصين واحتمال المزيد من رفع أسعار الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي.  لكن على المدى القريب ، يساعد انعكاس  العملة يساعد على جعل النظرة المستقبلية لاقتصاد أستراليا واقتصاد نيوزيلندا نظرة مشرقة. في حين بدء الدولار الاسترالي والدولار النيوزيلندي العام الجديد ببداية جيدة  ، إلا أن الزخم قد يتراجع بسبب مستويات المقاومة الرئيسية بالاعلى  مع أخذ ذلك في الاعتبار، كانت البيانات الاسترالية  جيدة الى حد ما (جاء كل من مؤشر مديري المشتريات لشهر ديسمبر  بقراءة مفاجئة في الاتجاه الصعودي) وتحول العجز التجاري  بشكل غير متوقع إلى فائض في نوفمبر  . وهذا يتناقض مع استمرار الانخفاض في أسعار الألبان في نيوزيلندا. وتعتبر مبيعات التجزئة الأسترالية هي البيانات الوحيدة التي من المقرر أن تصدر من كلا البلدين هذا الأسبوع ، وإن جاء تقرير آخر قوي يمكن أن يساع ذلك الدولار الاسترالي/ الدولار النيوزلندي (AUD/NZD) على الإغلاق فوق 1.05  للمرة الأولى منذ أكثر من شهر.

 

في الوقت ذاته كان انعكاس الدولار الأمريكي/ الدولار الكندي USD/CAD حادًا وقويًا.  وقد يكون جزء من ذلك متعلق بعمليات البيع المكثفة على  الدولار الأمريكي ولكن ارتفعت أسعار النفط  مع تحسن البيانات الكندية بقوة.  ومثل أستراليا، تحول العجز التجاري الكندي إلى فائض في شهر نوفمبر .  كان هذا أفضل بكثير مما كان متوقعا بسبب الاقتصاديين كانوا يبحثون في الواقع عن عجز أكبر.  تم توليد أكثر من 53 ألف وظيفة أيضا في  شهر ديسمبر  ( بدوام كامل) وتوسع نشاط الصناعات التحويلية بأسرع وتيرة له منذ يناير   وفقا لتقرير مؤشر مديري المشتريات آيفي.  وهذا يقودنا إلى  توقع المزيد من الارتفاع في الدولار الكندي، وخاصة مقابل اليورو والجنيه الاسترليني والفرنك السويسري والدولار النيوزلندي.

 

           

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى