بعد انخفاضه الحاد يوم أمس، شهد اليورو ارتداد صعودي في بداية جلسة التداول الاوروبية اليوم بدعم من بيانات مؤشر مديري المشتريات (PMI) من منطقة اليورو التي جاءت بنتيجة أفضل قليلا من التوقعات، مما أظهر ان النشاط الاقتصادي مستمر في التوسع في المنطقة وإن كان هذا بمعدل بطيء.
فجّر ماريو دراجي محافظ البنك المركزي الأوروبي (ECB) مفاجاة يوم أمس في المؤتمر الصحفي الذي عقده البنك المركزي الأوروبي (ECB) عندما أشار إلى أن البنك المركزي يقف مستعدًا لتوسيع التسهيل الكمي و أنه قد يقلل من الفائدة على الودائع بشكل إضافة الى -50 نقطة أساس، مما كان له تأثير سلبي على اليورو حيث تراجع هذا الزوج بما يزيد عن 200 نقطة مع نهاية اليوم، حيث تخلى التجار عن هذه العملة.
وعلى الرغم من ان السيد دراجي قد ركز على انخفاض نتائج التضخم كسبب محتمل لإجراءات البنك المركزي الأوروبي (ECB)، من الواضح أنه شعر بالقلق بشأن معدل النمو الاقتصادي في المنطقة وأراد كبح ارتفاع اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD مما قد يتسبب في الإضرار بالصادرات. ودلت التصريحات التي صدرت يوم أمس على ان البنك المركزي الأوروبي (ECB) كان من المحتمل أن يهيأ السوق لتغيير السياسة النقدية خلال شهر ديسمبر.
واليوم كانت نتائج مؤشر مديري المشتريات (PMI) اختبار صغير للأوضاع الحالية على أرض الواقع وجاءت هذه البيانات بنتائج أفضل قليلا من التوقعات، مما اعطى لمشتري اليورو بعض الراحة عند التداول. سجل مؤشر مديري المشتريات (PMI) المركب بالقطاع الصناعي من منطقة اليورو قراءة 52 مقابل مستوى 51.8 بقيادة ارتفاع هذا المؤشر في فرنسا، حيث ارتفع هذا المؤشر هناك الى مستوى 52.3 من مستوى 51.9 في الشهر الأسبق. وكان الارتفاع الأفضل في قطاع الخدمات حيث ارتفع المؤشر المركب في هذا القطاع الى 54.2 مقابل التوقعات بقراءة 53.6. وكان هذا أكبر ارتفاع خلال ستة أشهر، مما يُظهر أن التعافي يمتد في كافة أنحاء المنطقة وليس فقط في الدول الوسطية منها.
وعلى الرغم من أن البيانات الاقتصادية اليوم كانت مشجعة، إلا أن المؤشرات التي تقيس النظرة المستقبلية قد أشارت الى تباطؤ محتمل في شهر نوفمبر. ووفقا لـ “ماركت” اتجهت توقعات قطاع الخدمات للعام القادم الى ادنى مستوى خلال 10 أشهر، بينما انخفض معدل الطلبيات بالقطاع الصناعي بالمقارنة مع المخزونات الى أدنى مستوى له خلال تسعة أشهر.
ومن المبكر للغاية أن نعرف إذا ما سيستمر السيد دراجي وزملائه في خططهم لإجراء المزيد من التحفيز النقدي، ولكن في الوقت الحاالي فإن للهجة البنك تأثير على اليورو وسيظل اليورو معرض للبيع عند الارتفاعات في المستقبل القريب. في جلسة التداول الامريكية اليوم لا يوجد بيانات اقتصادية هامة مما قد ينتج عنه ارتفاع من عمليات البيع على المكشوف في هذا الزوج. وفي الوقت الحالي لا يزال مستوى 1.1100 يعمل كمستوى دعم قصير الأجل، ولكن إن بدأت البيانات الاقتصادية من منطقة اليورو في التدهور فسرعان ما سيكون مستوى 1.1000 تحت دائرة الضوء.