البيانات الأمريكية تجعل يلين تميل بالكامل الى السياسة النقدية الميسرة

البيانات الأمريكية تجعل يلين تميل بالكامل الى السياسة النقدية الميسرة

 

 اعتمادا على حركة السعر الاخيرة في الاسهم والسندات والعملات، يبدو ان المستثمرين متفقين على ان التقارير الاقتصادية الأخيرة تجعل جانيت يلين محافظ البنك الفيدرالي تشعر بالميل الكامل الى السياسة النقدية الميسرة.  واغلق الدولار الأمريكي جلسة التداول الامريكية بدون تغيير مقابل اليورو والباوند البريطاني  و الين الياباني وانخفض قليلا مقابل الدولار الاسترالي والدولار النيوزلندي.  ويؤكد ارتفاع أسعار سندات الخزانة الأمريكية والارتفاعات في الأسهم أن المستثمرين لا يرون تهديد برفع سعر الفائدة.  وفي الوقت ذاته، يتمسك الدولار بارتفاعاته مقابل الثلاث عملات الاكثر نشااطا في سوق الفوركس حتى على الرغم من البيانات المخيبة للآمال التي صدرت اليوم، فإن النظرة المستقبلية للاقتصاد الأمريكي تعتبر افضل من النظرة المستقبلية لمنطقة اليورو وبريطانيا واليابان.   ارتفعت المعدلات الاسبوعية للشكاوى من البطالة الأمريكية الى 311 ألف وهي قراءة اعلى قليلا من توقعات السوق التي كانت عند مستوى 295 ألف ولكننا لا نشعر بالقلق من هذا لأن معدلات الشكاوى من البطالة تعتبر منخفضة للغاية في الاسابيع الاخيرة كما ان المتوسط المتحرك لأربعة اسابيع لا يزال تحت الـ 300 ألف.   كما ان الضغوط التضخمية لا تزال منخفضة مع انخفاض اسعار الواردات بنسبة 0.2% في شهر يوليو.   وسوف تجعل هذه البيانات من الصعب على البنك المركزي التمسك بالحفاظ على اسعار الفائدة بدون تغيير لفترة طويلة من الوقت بعد انتهاء برنامج التسهيل الكمي.   وفي هذه المرحلة، لا نتوقع اي توضيح لاتجاه السياسة النقدية الأمريكية في مؤتمر قاعة جاكسون في الاسبوع القادم.   وإن كنا محظوظين فقد نرى تحسن في تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي و تقرير مبيعات التجزئة القادمين (من المقرر الاعلان عن كلاهما قبل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) في 1 سبتمبر)، مما سيعطي الثقة لصناع السياسة النقدية لتقديم تلميحات عن توقيت رفع اسعار الفائدة المحتمل، ولكن إن جاءت هذه البيانات بمزي من الضعف، فلن نسمع شيء من البنك المركزي. من المقرر الاعلان يوم غد الجمعة عن مؤشر امبير ستات الصناعي  ومؤشر اسعار المنتجين و تقرير تدفقات رؤوس الاموال الاجنبية الى سندات الخزانة و الإنتاج الصناعي و تقرير ثقة المستهلك من جامعة ميتشجان.   وبينما يوجد الكثير من البيانات الاقتصادية المقرر الاعلان عنها نتوقع ان يكون تأثيرها محدود على الدولار الأمريكي لأنه لا يوجد في هذه التقرير ما يمكنه تغيير موقف البنك الاحتياطي الفيدرالي.

 

عدم انهيار اليورو بعد ضعف الناتج المحلي الإجمالي

 

 على عكس توقعاتنا، لم يؤدي ضعف الناتج المحلي الإجمالي من منطقة اليورو بالمقارنة مع التوقعات الى انهيار اليورو مما يدل على أمرين. الاول  هو ان المستثمرين يأملون بتعافي اقوى في الربع الثالث. والثاني هو ان اليورو في وضع ذروة البيع وفي ظل ارتفاع عدد صفقات البيع الى اعلى مستوياتها خلال عامين فإن البيانات لم تكن ضعيفة بالقدر الكافي لجذب المزيد من البائعين.  لم يسجل النمو الاقتصادي اي تقدم في منطقة اليورو في الربع الثاني.  وكانت هذه هي الفترة الاضعف في معدل النمو في المنطقة منذ ان خرجت من الركود في بداية 2013.  تعرضت ألمانيا بشكل خاص لأول مرة ركود منذ الربع الاول 2013 مع انخفاض معدل النمو بنسبة 0.2% مقابل توقعات السوق بالانخفاض بنسبة 0.1% فقط. وانكمش الاقتصاد الفرنسي للربع الثاني على التوالي ووقعت ايطاليا في الركود.  وكان معدل النمو في منطقة اليورو سيسجل قراءة سلبية لولا التوسع في النمو القوي في اسبانيا والبرتغال ودول منطقة اليورو المشابهة.  كما انخفض مؤشر اسعار المستهلك بما يزيد عن التوقعات مع تعرض2 فقط من بين 8 دول في منطقة اليورو الى  ارتفاع الاسعار التضخمية في شهر يوليو.   وتتأكد مخاوف البنك المركزي الاوروبي بسبب ضعف معدل النمو والتضخم ويزيد من قوة هذا انخفاض توقعات التضخم.   على الرغم من ذلك رفض اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD الانخفاض وكلما تمسك هذا الزوج بالمستويات الحالية كلما زادت فرصة الخروج من صفقات البيع.   وإن حدث هذا فسوف تكون هذه فرصة للبيع عند مستويات اعلى.

 

 

Exit mobile version