اخبار اقتصادية

الأسواق العالمية تتعرض للضغط من المخاوف بشأن الفرط في عرض النفط

 

تخلّت أسواق الأسهم سريعا عن مكاسبها خلال تعاملات يوم الاثنين بعد انخفاض حاد جدا في أسعار النفط  أدى إلى زعزعة الثقة في الاقتصاد العالمي وتراجع معدلات الرغبة في المخاطرة .  وكانت التوقعات حول قيام البنوك المركزية باتخاذ تدابير قوية من التحفيز الاقتصادي  للحد من الاضطرابات في الأسواق المالية بمثابة آمال كاذبة للمستثمرين المؤيدين للاتجاه الصعودي، والذين وقعوا ضحية لانخفاضات حادة بقيادة المخاوف المكثفة بشأن الفرط في معدلات عرض النفط.

وقد أدى ظهور حالة كره المخاطر في الأسواق مرة أخرى إلى السيطرة على الأسهم الآسيوية، حيث دفع هذا أغلب الأسهم الآسيوية الى المنطقة الحمراء، بينما عزز من المخاوف من احتمالية تسارع التدفقات المالية من رؤوس الامول الصينية خارج البلاد نتيجة لتباطؤ معدل النمو الاقتصادي ، الامر الذي دفع مؤشر شنغهاي المركب للاسفل بنسبة 6.3% لتسجل مستويات لم تشهدها منذ 13 عام.  .

قد يكون هذا التأثير الهبوطي و ارتفاع معدلات كره المخاطر سبب في المزيد من عمليات البيع المكثفة وتراجع الأسعار في الأسهم الأوروبية و الامريكية والتي أغلقت على انخفاض أيضًا يوم الاثنين. وعلينا أن نفهم أن الارتفاع الحاد الذي مرّت به أسواق الأسهم خلال آخر يومين من التداول الأسبوع الماضي قد يكون مجرد ارتفاع مؤقت للراحة بدعم من تزايد التوقعات بأن يتخذ البنك المركزي المزيد من الإجراءات للتحفيز الاقتصادي.  لا تزال الثقة في الاقتصاد العالمي منخفضة بشكل عام  وقد تؤدي الانخفاضات المستمرة في أسعار النفط بالإضافة إلى استمرار المخاوف بشأن تباطؤ معدل النمو الاقتصادي العالمي الى تشجيع المستثمر أكثر على الابتعاد عن الأصول التي ينطوي على تداولها مخاطر عالية.

انخفاض خام غرب تكساس الوسيط (WTI)

انخفض خام غرب تكساس الوسيط (WTI) الى أدنى مستوى يومي جديد له عند 29.50 دولار أمريكي للبرميل خلال جلسة تداول يوم الثلاثاء مع استمرار المخاوف بشأن استمرار الفرط في العرض بالإضافة إلى عمليات جني الأرباح المكثفة لأغلب الارتفاعات التي تحققت الأسبوع الماضي.  ويستمر الفرط الكبير في المعروضات النفطية في الضغط على الأسعار، وزاد هذا الامر عندما أعلنت العراق عن أعلى مستوى قياسي لها من إنتاج النفط في شهر ديسمبر، لتضخ بذلك المزيد من العرض في أسواق النفط العالمية، بينما واصلت مخزونات النفط الخام ارتفاعها بشكل دائم، الأمر الذي أضعف أي فرصة لتعافي قيمة النفط.  ويشعر بعض الوزراء في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بالضغط مما جعلهم يطالبون بعقداجتماع طارئ ، إلا أنه تم تجاهل هذه المطالب حيث أنه لا يزال واضحا جدا ان المنظمة مستعدة لترك الانتاج دون تغيير لاكتساب المزيد من حصة السوق.

وقد تعرض خام غرب تكساس الوسيط (WTI) الى الكثير من الضغط  وقد يجد المستثمرون الشجاعة لدفع الأسعار إلى مستوى 28 دولار أمريكي للبرميل بسبب كلا من الفرط الحاد في العروض النفطية و تراجع معدلات الطلب.  ومن المنظور الفني، ويقع تداول الأسعار في الوقت الحالي تحت المتوسط المتحرك البسيط (SMA) لـ 20 يوم، بينما تقاطع الماكد في الاتجاه الهبوطي. وفي حالة الاغلاق اليومي الق5ووي تحت مستوى 30 دولار أمريكي للبرميل، قد يفتح هذا المجال للنفط لتحقيق المزيد من الانخفاضات تجاه مستوى 28 دولار أمريكي للبرميل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى