صدرت يوم امس بيانات أسوء من التوقعات من بريطانيا، مما أدى الى جعل الباوند البريطاني العملة الأسوأ أداءًا خلال جلسة التداول يوم امس. وبشكل مفاجئ للعديد من المشاركين في سوق الفوركس، سجل معدل انفاق المستهلك البريطاني انخفاض بنسبة 0.9% خلال شهر اغسطس. وبينما أشار الانكماش في معدل الإنفاق وفقا لاتحاد بائعي التجزئة في بريطانيا الى ان مبيعات التجزئة قد تكون ضعيفة، إلا أن القليل قد توقعوا ان تسجل مبيعات التجزئة أكبر انخفاض لها خلال 10 اشهر. وقد يكون التراجع في معدلات الطلب بسبب مبيعات الأغذية ، والتي كانت قد ارتفعت خلال شهر يوليو ولكنها انخفضت خلال شهر اغيطس. إن فشل معدل انفاق المستهلك في التعافي بشكل جيد خلال شهر سبتمبر، فقد يتم طرح مبيعات التجزئة من الناتج المحلي الاجمالي في الربع الثالث من العام. ومن اعتبار انه لا يوجد بيانات اقتصادية هامة من بريطانيا اليوم أو خلال الاسبوع القادم، فإن انخفاض معدل انفاق المستهلك قد يؤدي الى الحد من ارتفاعات الاسترليني على المدى القريب أو أن يحد على الاقل من ارتفاعه بالمقارنة مع العملات الأخرى. ولكن إن اكدت تقارير مؤشرات مديري المشتريات المقرر الاعلان عنها في الاسبوع الاول من أكتوبر على ان التعافي الاقتصادي لا يزال في الطريق، فقد نتمكن من تجديد ارتفاعات الباوند البريطاني. واعتمادا على مسح الاتجاهات الصناعية الصادر عن الاتحاد البريطاني للصناعة، استمر نشاط القطاع الصناعي في التحسن خلال شهر سبتمبر.
اغلق اليورو جلسة التداول يوم امس بارتفاع بسيط مقابل الدولار الامريكي، ولم تكن هناك بيانات اقتصادية من منطقة اليورو، وبالتالي قد يكون هذا الارتفاع بسبب الضعف العام الذي اصاب الدولار الامريكي. كانت الاخبار الوحيدة التي صدرت من منطقة اليورو هي قرار مجلس الشيوخ الايطالي بتأجيل الاستماع الى بيرلسكوني الى الرابع من أكتوبر، كما وافق المسؤولين الفرنسيين على تغيير قواعد موازنة الدول في المنطقة لتخفيف العبء على الدول المثقلة بالديون مثل اسبانيا والبرتغال. وتحتاج هذه الموافقة إلى تأكيد من المسؤولين الكبار في الاسبوع القادم. ويُظهِر التأجيل المتكرر مدى صعوبة هذا القرار سياسيا. يخشى مجلس الشيوخ أن يؤدي رحيل بيرلسكوني الى انهيار في الحكومة الائتلافية. وعلى الرغم من هذا فإت تأجيل التصويت يعتبر اخبار جيدة لليورو لأنه يغلي الخكر قصير الاجل للعملة الاوروبية. كما ارتفعت الاسهم الاوروبية الى اعلى مستوياتها خلال 5 اعوام مما ادى الى دعم العملة الاوروبية. وكان تركيز السوق الى جانب تقرير مبيعات التجزئة البريطانية موجه الى قرار السياسة النقدية من البنك السويسري. قرر البنك السويسري كما كان متوقعا الحفاظ على اسعار الفائدة بدون تغيير ولكن من الجدير بالذكر ان البنك قام بتحسين توقعاته بشان الناتج المحلي الاجمالي لعم 2013 من 1.0-1.5% الى 105 – 2%، مما يدل على ان هناك المزيد من التفاؤل بشأن التعافي الاقتصادي. ولا يزال البنك المركزي يشعر أن فرض قاعدة تداول لليورو/ فرنك سويسري هو أمر ضروري وبالتالي فإنه متمسك بالاستمرار في التدهل بحجم غير محدود لإجبار العملة على التداول فوق هذه القاعدة ولكننا نبدأ الآن في رؤية ثمار عملهم. فبينما انكمش فائض الميزان التجاري في سويسرا خلال شهر اغسطس، الا ان معدل الصادرات قد ارتفع بنسبة 0.8%. ويتوقع البنك السويسري المزيد من الطلب الخارجي خلال النصف الثاني من العان، حيث تعافت الاقتصاديات الصينية والأمريكية مما قد يؤدي الى ارتفاعات قوية في الفرنك السويسري مقابل اليورو.