تنفست مدريد الصعداء بعد أن تمكنت من تجنب مزاد فاشل للسندات الاسبانية ليوم آخر. فقد تمكن اسبانيا من بيع سندات 12 -18 شهر بقيمة 3.18 مليار يورو أي بما يفوق الهدف المحدد مسبقًا عند 3 مليار يورو، وكانت نسبة الطلب إلى التغطية أقوى كثيرًا بالمقارنة ع مزاد السندات السابق في الشهر الماضي. إلا أن الطلب القوي كان مدفوعًا من الزيادة القوية في عوائد السندات/ فقد كان العائد المتوسط للسندات الاسبانية الذي لا بد من دفعه لبيع سندات الـ 12 شهر عند مستوى 2.623% مقابل مستوى 1.418% في المزاد السابق، بينما بلغت سندات الـ 18 شهر نسبة 3.11% مقابل نسبة 1.711%.
مدريد ودفعة للنجاح
كان هناك طلب أقوى من المتوقع على السندات الاسبانية، واعتبرت الأسواق أن مزاد السندات الاسبانية الأخير كان ناجحًا. وبالتالي ارتفع اليورو وتراجعت عوائد سندات العشر أعوام بمقدار 14 نقطة أساس بالمقارنة مع الافتتاح، وتقع الآن عند مستوى5.95%. كما يختبر اليورو/ دولار مستوى المقاومة 1.3150 بعد التعافي الكبير منذ عمليات البيع المكثفة التي تعرض لها في جلسة تداول سوم الجمعة. وسيكون الاختبار الأكبر هو مزاد السندات الاسبانية طويلة الأجل يوم الخميس من هذا الأسبوع، على الرغم من تراجع بعض الضغط بعد أن قال مسئول اسباني يوم أمس أن المبلغ المالي الذي ستستخدمه الحكومة الاسبانية في مواد يوم الثلاثاء سوف يتم تقليله.
وعلى أي حال لا نزال نعتقد أن الطلب على السندات الاسبانية سوف تعتمد على النظرة العامة تجاه معدل النمو وأن هذا الطلب سوف يستمر في ضعفه. وبالتالي فإن الهدوء الذي ساد سوق السندات الاسبانية في الآونة الأخيرة لن يدوم طويلا- فعلى الرغم من أن مدريد قد تمكنت من بيع السندات اليوم، إلا انه سيكون عليها دفع المزيد من الأموال للقيام بذلك، كما أن ارتفاع عوائد السندات تجعل الوضع المالي في أسبانيا أسوأ على المدى الطويل. ونعتقد أن سوق السندات في اسبانيا سوف يستمر في توتره حتى: 1) يبدأ الاقتصاد الاسباني في النمو (وهو ما يستغرق أعوامًا) أو 2) أ تتخذ سلطات الاتحاد الأوروبي إجراء لتسهيل الوضع من خلال إعادة بدء برنامج أسواق السندات أو تعزيز حجم المبلغ المالي المخصص في صندوق الاستقرار المالي الأوروبي الذي يبلغ الآن 800 مليار يورو.
ألمانيا تتألق من جديد وارتفاع مفاجئ في تقرير ZEW للثقة في الاقتصاد الألماني
صدرت اليوم بعض الأخبار الايجابية من منطقة اليورو، حيث ارتفع تقرير ZEW للثقة في الاقتصاد الألماني بشكل مفاجئ إلى مستوى 23.4 من مستوى 22.3 خلال شهر مارس. ويعزز هذا من فكرة النمو السريع لأكبر اقتصاد في منطقة اليورو على الرغم من تصريحات رئيس الوزراء الاسباني يوم أمس انه يعتقد أن الاقتصاد قد انزلق إلى الركود خلال الربع الأول من العام.
كما هدأت التوترات في الأسواق المالية خلال هذا الصباح من التداول بعد الأخبار التي جاءت بأن اليابان خصصت 60 مليار دولار مرة أخرى لصندوق النقد الدولي لحل أزمة منطقة اليورو. ولكن يبدو أنه من غير المتوقع أن يضمن صندوق النقد الدولي المزيد من الأموال من أعضاءه من الدول التي قد تكون كبيرة بما يكفي لإقامة سياج حامي للدول الأضعف. إلا أن الأسواق المالية لا تركز على ذلك في الوقت الحالي، وعلى الرغم من ثنايا الضعف في سوق الفوركس وأسواق الأسهم، إلا أن الأسواق يسودها حالة من التفاؤل الملحوظة خاصة منذ أن بدأت عوائد السندات الاسبانية في الارتفاع. ويبدو وكأن الأسواق تحتج إلى صدمة كبيرة لتنتبه إلى جوانب الضعف هه- وقد تكون هذه الصدمة هي فشل في مزاد للسندات الاسبانية أو انهيار بنك اسباني أو فوز الحزب الاشتراكي في انتخابات الرئاسة الفرنسية ليعود سوق الفوركس وسوق الأسهم إلى الحركة بالتوافق مع سوق السندات، والتي لا تزال حركة السعر فيها متأثرة بمعدلات كره المخاطر. وعلى الرغم من أن عوائد السندات الاسبانية قد تراجعت عن أعلى المستويات التي كانت قد سجلتها مؤخرًا إلا أنها لا توال تعتبر مرتفعة بينما لا تزال عوائد السندات الأمريكية تحت مستوى 2% وتتحرك عوائد السندات الألمانية للعشر أعوام عند 1.75%. وبالتالي يبدو أن هذا شيء خاطئ في حركة الأسعار، خاصة وأن تذبذب زوج العملة اليورو/ دولار أمريكي لا يزال عند أدنى مستوياته خلال ما يزيد عن عام.
بريطانيا واستمرار مشكلة التضخم
ارتفع معدل التضخم في بريطانيا اليوم بما يزيد عن التوقعات مرة أخرى. فقد ارتفع المعدل السنوي للتضخم في بريطانيا خلال شهر مارس إلى 3.5% من مستوى 3.4% في فبراير، بينما ارتفع معدل التضخم بعد استثناء الغذاء والطاقة إلى 2.5% من 2.4%- وهو أول ارتفاع لهذا المؤشر البريطاني خلال ستة أشهر. وعلى الرغم من أن بريطانيا لها تاريخ طويل مع الفشل في الحفاظ على الضخم عند المنطقة المستهدفة له من البنك المركزي البريطاني عند 2%، لا أن ارتفاع أسعار التضخم في مارس قد قلل من فرص توفير المزيد من التحفيز من البنك المركزي البريطاني في اجتماع الشهر القادم، خاصة مع تعافي الإشارات الاقتصادية في مارس. وبالتالي ساعد كل هذا على زيادة قوة الباوند البريطاني خلال التداول صباح اليوم في سوق الفوركس.