يستمر الدولار الامريكي في التداول عند مستويات مرتفعة مقابل اغلب العملات الأساسية خلال هذا الصباح، حيث ارتفع الدولار الامريكي/ الين الياباني على خلفية امل المستثمرين بأن زوج العملة قد سار وراء ارتفاع عوائد السندات الامريكية. وعلى الرغم من القراءة الأضعف قليلا من التوقعات التي جاءت بها المعدلات الاسبوعية للشكاوى من البطالة الامريكية، فقد ركز المستثمرون حول العالم على المستوى الذي وصلت اليه عوائد السندات لعشر اعوام والذي وصل الى 3%. وقد اكد محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة على انه يوجد دعم كافي داخل البنك المركزي لتقليل مشتريات الاصول هذا العام. وطالما ان البيانات الأمريكية ليست بشعة، فإن الأمر مسألة وقت فقط قبل ان تختبر العوائد مستوى 3%. إلا ان المزيد من الارتفاع فوق هذا المستوى قد يكون محدودا لأن السوق لديه متسع منا لوقت لتقييم احتمالية تقليص مشتريات الاصول هذا العام، ولأن البنك الفيدرالي سوق يقوم بكل ما في وسعه لمنع الارتفاع الحاد في العوائد خاصة لأن البيانات الامريكية لم تكن ملهمة بدرجة كبيرة.
وفي ظل ما جاءت به بيانات مؤشرات مديري المشتريات الأخيرة من ادلة على التعافي القوي في منطقة اليورو والصين، توسع النشاط الصناعي الامريكي بمعدل أبطأ وفقا لتقرير مؤشر مديري المشتريات من “ماركيت”. كما ارتفعت المعدلات الاسبوعية للشكاوى من البطالة الامريكية الى مستوى 336 من مستوى 323 ألف بينما سجلت معدلات الشكاوى المستمرة من البطالة مستوى 2.999 مليون من مستوى 2.970 مليون. وحتى مع ارتفاعها، لا تزال المعدلات الاسبوعية للشكاوى من البطالة الاسبوعية عند مستويات صحية، حيث ينخفض المتوسط المتحرك لشكاوى البطالة الأسبوعية لأربعة اسابيع الى ادنى مستوياته منذ نوفمبر 2007. ولا يمكن ترجمة تسريح عمالة اقل الى مستوى اقوى من التوظيف، ولكن بالنسبة للبنك الفيدرالي فإن هذا التقرير لا يثير أي مخاوف بشأن نشاط سوق العمل. وسجلت اسعار المنازل الامريكية معدل أبطأ خلال يونيو ولكن الارتفاع كان اقوة من المتوقعات وارتفعت القراءة المعدلة لتقرير الشهر السابق. ويرى البنك الفيدرالي استمرار في تعافي السوق العقاري خلال هذا العام وتؤكد البيانات الاقتصادية على هذا. وقد تعرض الدولار الامريكي الى عمليات بيع طفيفة بعد هذه التقارير إلا أن تداوله لا يزال قويا مقابل العديد من العملات الاساسية.
بدأ مؤشر السياسة النقدية السنوي في قاعة جاكسون اليوم ويستمر حتى الجمعة, وسوف نراقب أي تعليقات من صناع السياسة النقدية، إلا أن التعليقات المحركة للسوق قد تكون محدودة لأن بين بيرنانكي محافظ البنك الفيدرالي لن ينضم الى المؤتمر. ومنذ شهرين، قلل بيرنانكي من اهمية هذا الاجتماع بقوله ان هناك اعتقاد بان مؤشر قاعة جاكسون هو مؤتمر قائم على نظام فيدرالي، ولكنه ليس كذلك، وبالتالي من غير المتوقع ان يصدر من هذا المؤتمر ما يؤثر بقوة على السوق.
في الوقت ذاته، تجاوز الدولار الامريكي/ الدولار الكندي مستوى 1.05 بعد انخفاض مبيعات التجزئة بنسبة 0.6% في يونيو. وقد توقع رجال الاقتصاد انخفاض بنسبة 0.4% ومع استثناء السيارات، فإن المبيعات ستكون مستوية بدون تغيير. ولسوء الحظ، انخفضت مبيعات التجزئة باستثناء السيارات بنسبة 0.8% وهي نسبة اعلى من القراءة الاساسية. و يمكن أن يعزى جزء من هذا الانخفاض إلى الفيضانات في ألبرتا لكن فقدان الوظائف الحاد والانخفاض الأخير في البيانات الكندية تشير إلى أن ضعف سوق العمل يدل على تباطؤ الاقتصاد على نطاق اوسع في كندا. وبشكل متوازن، من المتوقع أن تقدم مبيعات التجزئة مساهمة صغيرة لنمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني.
فشل اليورو في الصمود في ارتفاعاته الاخيرة على الرغم من قوة مؤشر مديري المشتريات من منطقة اليورو. ووفقا لآخر التقارير عن القطاع الصناعي وقطاع الخدمات في ألمانيا، سجل هذين القطاعين توسع بمعدل اسرع خلال شهر اغسطس، مما ساعد على دعم النشاط الاقتصادي في المنطقة ككل. وعلى الرغم من ضعف نتيجة مؤشر مديري المشتريات الفرنسي إلا ان هذه هي المرة الاولى التي يتوسع فيها قطاعي الخدمات والصناعة معا منذ 18 شهر. وهذه التحسنات تؤكد على ان التعافي في منطقة اليورو لا يزال في مساره حتى مع احتمالية وجود بعض الضعف في المنطقة. وبينما لا نزال في حاجة الى رؤية المزيد من التحسنات في مؤشر مديري المشتريات للقول بأن الاقتصاد بدأ اتجاه جديد بالفعل، إلا أن البيانات الاقتصادية تتحرك في الاتجاه الصحيح.