ارتفع معدل البطالة الالمانية بأكبر معدل له خلال 5 أعوام مما زاد من الضغط الهبوطي على اليورو اليوم وسط جلسة تداول اوروبية هادئة. وقد انخفض اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD باتجاه مستوى 1.3600 ولكنه استمر في الصمود فوق هذا المستوى بع ان سجلت البيانات الألمانية ارتفاع بمقدار 24 ألف في عدد العاطلين الجدد مقابل التوقعات بقراءة -15 ألف.
وكانت هذه اول مرة منذ نوفمبر العام الماضي التي يرتفع فيها عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا وكانت هذه أسوأ خسارة في الوظائف منذ 2009. وظل معدل البطالة عند مستوى 6.7%. وتدل هذه الأخبار عن سوق العمل على انه حتى على الرغم من ان الاقتصاد الألماني يبدأ في مواجهو عقبات بسبب التوترات الجيوسياسية في المنطقة بالإضافة إلى أن ارتفاع سعر الصرف يبدأ في فرض ضريبته على الاقتصاد.
وفي أخبار اقتصادية أوروبية اخرى، انخفض معدل إنفاق المستهلك بنسبة 0.3% مقابل التوقعات بالارتفاع بنسبة 0.5% وتوسع العرض النقدي M3 في منطقة اليورو بنسبة 0.8% مقابل التوقعات بنسبة 1.2%. وتشير البيانات الى ان المنطقة لا تزال غارقة في مستنقع الانكماش مما ترك البنك المركزي الأوروبي مع خيار وحيد وهو تسهيل السياسة النقدية في اجتماعه القادم في يونيو.
ورفض اليورو بالتالي ربط حزام الأمان. وفي ظل البيانات السلبية من ألمانيا اليوم، يمكن ان تدفع صفقات البيع بهذا الزوج لاختبار مستوى 1.3600 ولكن بدلا من هذا صمد هذا الزوج فوق هذا المستوى خلال جلسة التداول الأوروبية. ويعتبر السبب الاساسي وراء قوة اليورو هو ضعف عوائد السندات الامريكية. وقد انخفضت عوائد السندات لاجل 10 سنوات الى ما دون مستوى 2.5% مرة اخرى، مما قلل من اي احتمالية لارتفاع الدولار الامريكي.
ومن المحتمل ان يستمر هذا التوقف في سوف افوركس طالما أن أسعار العوائد الامريكية في تراجع. ويعادل تأثير البيانات الأوروبية الضعيفة انكماش عوائد السندات الأمريكية مما ترك اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD في حرب بين البائعين والمشترين. وفي ظل غياب البيانات الاقتصادية اليوم، من المحتمل أن تأخذ أسواق العملات إشارات التداول الخاصة بها من سوق السندات. فإن سجلت عوائد السندات الامريكية القليل من الارتفاع، فمن المحتمل اختراق السعر لمستوى 1.3600 للأسفل مع مرور اليوم.
الدولار الامريكي: هل الرهان على البنك الاحتياطي الفيدرالي خاطئًا؟
اعتمادا على الحركة الأخيرة في حركة العملات والأسهم والسندات، يبدو أن المستثمرين يراهنون على أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون خاطئًا، حيث لن يقوم البنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بالسرعة المتوقعة. وبينما لم يحدد البنك المركزي متى سيقوم تحديدت برفع سعر الفائدة للمرة الاولة ووفقا للتوقعات الرسمية لهم، إلا انه من المتوقع أن يصل سعر الفائدة إلى 1% مع نهاية عام 2015. تعتبر هذه التوقعات قاسية ولكن يعتقد المستثمرون أن البنك المركزي سيكون أكثر حذرا مع اقتراب انتهاء التسهيل الكمي. يتوقع السوق تضييق السياسة النقدية بمقدار 50 نقطة أساس بحلول نهاية العام المقبل، وهو ما يفسر لماذا تعتبر ارتفاعات الدولار الأمريكي محدودة على الرغم من انه يوجد ارتفاع بالفعل. ويعزز ضعف عوائد سندات الخزانة الامريكية وارتفاع الاسهم الامريكية من وجهة نظرنا بأنه ليس خطأ فقط الرهان على البنك الاحتياطي الفيدرالي وإنما من المتوقع أيضًا ان يكون معدل تضييق السياسة النقدية أبطأ. وفي ظل خروج البنك المركزي تدريجيا من برنامج التسهيل الكمي واقتراب اغلاقه، من المتوقع ان يكون تداول عوائد السندات الأمريكية عند مستويات أعلى، ولكن تباطؤ معدل النمو وانخفاض التضخم قد أدى بالعديد من المستثمرين الاعتقاد بأن البنك المركزي لن يقوم برفع أسعار الفائدة في أي وقت قريب. وفي الحقيقة، إن لم يبدأ التضخم ومعدل النمو الاقتصادي في الارتفاع مع وقت إنهاء التسهيل الكمي، قد يختار البنك المركزي إعادة الاستثمار العوائد من السندات الناضجة وقروض الرهن العقاري لضمان التعافي الاقتصادي. كما توضح التوقعات لماذا يبدأ رد فعل الدولار في الظهور تجاه البيانات القوية. وقد ارتفعت العملة الأمريكية قليلا للاعلى اليوم مقابل عملات المجموعة الثلاثة على الرغم من مفاجئة ارتفاع السلع المعمرة الامريكي وارتفاع أسعار المنازل ووتسارع نشاط قطاع الخدمات وتحسن معدل ثقة المستهلك. وفي الحقيقة، لم يكن مستثمري السندات ملهمين من هذه البيانات، حيث ارتفعت الاسعار واستمرت عوائد السندات في الانخفاض. وقد تم الاعلان يوم امس عن العديد من البيانات الاقتصادية الايجابية وعلى الرغم من انها كانت مشجعة إلا أن تأثيرها على الاسواق في نهاية المطاف كان محدودا لأن هذا لا يجعل البنك المركزي متجها بشكل كبير لرفع أسعار الفائدة.