ارتفاع الباوند البريطاني على امل التوصل إلى اتفاق بشأن خروج بريطانيا

ارتفاع الباوند البريطاني على امل التوصل إلى اتفاق بشأن خروج بريطانيا

 ارتفع الدولار الأمريكي مقابل معظم العملات الرئيسية يوم أمس ولكن تراجعت الارتفاعات المبكرة بعد التصريحات التي أدلى بها  جيروم باول المرشح لمنصب محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي  وبعد المخاوف المستمرة بشأن كوريا الشمالية. وفيما يتعلق بالبيانات الاقتصادية، ارتفعت أسعار المنازل في شهر سبتمبر، وارتفعت ثقة المستهلكين إلى أعلى مستوى لها خلال  17 عاما، وارتفع مؤشر ريتشموند الاحتياطي الفدرالي إلى أعلى مستوى له على الإطلاق.  ومن ناحية اخرى تدهور العجز في الميزان التجاري ، ولكن ألقت التقارير الاخرى الضوء على المسار الايجابي الذي يسير فيه الاقتصاد الامريكي.   وكما أشار باول، فإن قوة معدل النمو الاقتصادي الحالي يضمن الرفع التدريجي في اسعار الفائدة. ودفعت هذه التعليقات الدولار الامريكي للاعلى وخاصة بعد ان قال باول أنه قد حانا لوقت لتطبيع اسعار الفائدة، ولكن اختار المستثمرون على الرغم من ذلك التركيز على تعليقاته على النظام المصرفي الأمريكي.   فقد ظهر باول على أنه غير متحمس لتقليل من التنظيم، بل يعتقد أن القواعد يجب أن تكون أكثر صرامة على أكبر الشركات وأن ارتفاع رأس المال يقلل من فرصة تشغيل البنك.   وكان السوق يأمل في أن يبدو باول أكثر استرخاء ولكن لا يبدو أنه سوف يعامل البنوك بسهولة.   كما أنه لا يرى أي علامات على ارتفاع تضخم لاقتصاد حيث لا تشير الأجور إلى ضيق أوضاع سوق العمل.  كما يرة ان نمو القوى العاملة بطيء حقا في هذه الأيام، ولا يزال البنك المركزي يراقب الأمور بعناية لمعرفة ما إذا كان التضخم الضعيف عابرا.

 وعلاوة على كل ذلك، ذكرت الأنباء الكورية الجنوبية أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا باليستيا، مما جعل زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني (الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY) بعيدا عن أعلى مستوياته.  كما يأمل مجلس الشيوخ ايضا فى اجراء تصويت على الاصلاحات الضريبية هذا الاسبوع الا ان جلسة لجنة الميزانية بمجلس الشيوخ اصطدمت ببعض العقبات مع العضوين الجمهوريين جونسون وكوركر الذين هددوا بالتصويت بـ “لا ” اذا لم يتم التعامل مع الأمور التي تقلقهم.   ولا تزال الاسواق تنتظر بترقب إحراز أي تقدم في الإصلاح الضريبي.  واليوم سيكون حافاً بالبيانات الاقتصادية حيث سيتم الاعلان عن القراءة المعدلة لمعدل الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث و السجل البيج الفيدرالي.  وسيبقى مشروع قانون الضرائب محور تركيز مستمر في السوق ويمكن أن يسرق الأضواء من أي بيانات اقتصادية من  الولايات المتحدة الأمريكية و السجل البيج الفيدرالي .

 كانت العملة الاكثر تقلبا يوم أمس هي الجنيه الاسترليني الذي ارتفع للأعلى قبل الاعلان تقرير الاستقرار المالي،  ثم انهار في الساعات التالية لهذه التقرير ثبل ان يرتفع بمقدار 70 بيب خلال 5 دقائق على خلفية التقارير بأن المملكة المتحدة و الاتحاد الاوروبي في طريقهما للتوصل إلى  اتفاق على مشروع قانون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.  ثم تخل الاسترليني  عن كل مكاسبه عندما نفت حكومة المملكة المتحدة التوصل إلى اتفاق بشأن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit)  ، ولكن عاد الاسترليني إلى مساره مرة أخرى على أمل التوصل إلى اتفاق.  وإذا تم القيام بهذا رسميًا فسوف يكون هذا إنجاز كبير بالنسبة إلى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ولكنف ي الوقت الحالي لا يمثل هذا الامر شيء سوى مجرد أمل.   وعلى الرغم من أن المشاكل السياسية في أيرلندا ومسألة حدودها يمكن أن تظل مشكلة، إلا مشروع قانون خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit)  قد  يكون كافيا لإطلاق المحادثات.   ورحب المستثمرون بهذه الأخبار من خلال محو كل الخسائر التي تكبدها الباوند/ دولار أمريكي وتحويل هذا الزوج إلى المسار الإيجابي خلال التداول يوم أمس.   ومع أخذ كل هذا في الاعتبار، كان تقرير الاستقرار المالي  مضرًا للاسترليني أكثر من أن يكون مساعدًا له.   وعلى الرغم من أن بنك انجلترا كشف أن جميع البنوك الكبرى بما في ذلك البنك الملكي في اسكتلندا اجتازت أحدث اختبارات الضغط، رفع بنك انجلترا هوامش أالمان من احتياطيات رأس المال المناوئة للتقلبات الدورية إلى 1% من 0.5% للبنوك الكبيرة.  كما حذر البنك المركزي من أن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) بشكل غير منظم سيكون معناه انخفاض العملة وتعرض الاقتصاد للمتاعب. ومن الواضح ان رئيس البنك المركزي البريطاني لا يشارك السوق أو رئيسة الوزراء البريطانية تفاؤلهم بشأن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit).