اخبار اقتصادية

إستراتيجية الفوريكس: التجار يتجنبون التداول


تظل أجواء النفور من المخاطر هي السائدة في مواجهة نتائج الانتخابات اليونانية المرتقبة. وقد جاءت تحركات الراند rand الجنوب أفريقي بشكل عرضي أمس، حيث أدت نتائج مبيعات التجزئة المحلية المخيبة للآمال، والتي أدت في البداية لهبوط العملة، إلى التقليل جزئيًا من أُثر الأخبار التي لا تقل إحباطًا عن بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية والتي أثارت من جديد التوقعات بإجراء الاحتياطي الفيدرالي لمزيد من التيسير الكمي.

وتبدو المخاوف بشأن اليونان والتساؤلات الحائرة حول ما إذا كانت زيادة التيسير الكمي قد صارت في الأفق القريب هي المحرك الرئيسي للأحداث في هذه اللحظة. ومع ذلك، ومع تبقي أيام قلائل على إجراء الانتخابات اليونانية (في 17 يونيو)، بدا المشاركون في السوق يفضلون التحركات العرضية. ومن ثم فلا نتوقع أي تحركات كبرى للعملة حتى حلول الإجازة الإسبوعية. ومع ذلك، وعلى ضوء توقعاتنا بأن تتمخض الانتخابات اليونانية عن نتائج إيجابية، فإننا نتنبأ بتجدد حالة الترقب الرغبة في المخاطر الأسبوع المقبل، ومعها احتمال استعادة الراند بعض المكاسب على المدى القصير قبل أن يستسلم مرة أخرى لاتجاهه الضعيف الأطول مدى.

 

تعليق على السوق: إنفاق المستهلكين يزداد ضعفًا  

تراجع النمو في مبيعات التجزئة إلى مستوى 1.0% على أساس سنوي في إبريل (وهو أدنى مستوى منذ أكثر من عامين)، والذي جاء أقل من توقعات السوق (بنك ستاندارد 5.9% على أساس سنوي؛ وإحصاء بلومبرج 4.1% على أساس سنوي). وانعكست نتيجة مارس هامشيًا لتتراجع الى مستوى 6.7% على أساس سنوي مقارنة بتقديرات ابتدائية قدرتها عند 6.8% على أساس سنوي. ويأتي التباطؤ في أسعار المبيعات في أعقاب انخفاض في ثقة الأعمال. ومن الجوانب المهمة هنا أن المؤشر الفرعي للثقة في التجزئة قد هبط لأقل مستوى في عامين إلى 39 نقطة في الربع الثاني من 2012 (مقابل 61 نقطة في الربع الأول في 2012). ويشير الهبوط المتزامن في كل من مؤشر غرفة التجارة والصناعة الجنوب أفريقية (SACCI)  ومؤشر ثقة الأعمال لمكتب البحوث الاقتصادية (BER) إلى زيادة الأجواء العصبية من جانب الأعمال. وهذا أمر لا يبشر بخير بالنسبة لتطلعات الوظائف، خاصة في ظل ارتفاع معدل البطالة ووصوله إلى نسبة 25.2%.

ومن المرجح أن يزداد انحسار زخم النمو في مبيعات التجزئة خلال الأشهر المقبلة، في ظل المخاوف المتنامية على الاقتصاد ومستقبل الوظائف والأسعار الجبرية المتصاعدة. وعليه، من المرجح أن يكون مؤشر ثقة المستهلكين لمكتب البحوث الاقتصادية باعثًا على التشاؤم في الربع الثاني من هذا العام (ومن المقرر صدور بيانات في هذا الشأن في 18 يوليو).

وتدعم البيانات رؤيتنا بأن طلب المستهلكين سوف ينخفض على الأرجح هذا العام قبل أن يرتفع مرة أخرى في 2013. ومن المتوقع أن ينتاب نفقات استهلاك المنازل بعض الاعتدال لتصل إلى مستوى 3.8% على أساس سنوي في 2012 مقابل 5.0% على أساس سنوي في 2011. ومع ذلك، فسوف يظل طلب الأسر هو المحرك الرئيسي للنمو مع استمرار الجانب الإنتاجي من الاقتصاد في تعثره في مواجهة الطلب العالمي الضعيف.

وقد توقعنا معدل نمو في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.8% في 2012 مقابل 3.1% في 2011. وبالأخذ في الاعتبار مخاطر الهبوط في النمو، مقترنة بالتضخم الأقل، زادت احتمالات خفض أسعار الفائدة. ومع ذلك، فإننا نتمسك برؤيتنا بأن أسعار الفائدة ستظل كما هي حتى النصف الثاني من 2013.

كما يعاني إنفاق المستهلكين عثراته هو الآخر. فقد هبطت مبيعات التجزئة المتقدمة لشهر آخر في مايو، وبما زاد من المخاوف على النظرة العامة  للنمو الاقتصادي الأمريكي. وقد انكمشت مبيعات التجزئة المتقدمة بنسبة 0.2% على أساس شهري في مايو في أعقاب هبوط آخر بنفس الدرجة حدث في إبريل. وقد هبطت مبيعات السلع بخلاف السيارات بنسبة 0.4% على أساس شهري – وهو الهبوط الأكبر منذ عامين. وليس من المرجح أن يؤدي خلق الوظائف المتباطئ في الولايات المتحدة لانتعاش إنفاق المستهلكين.  ومن المتوقع أن يتعثر النمو في الولايات المتحدة مع تسبب السقطة الدرامية في أزمة ديون منطقة اليورو إلى ضغط النمو وانسحاب المستهلكين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى