أسعار الذهب تنخفض إلى ما دون 1300$
بعد أن شهدت ارتفاع جيد خلال الشهرين الأولين من عام 2014، انخفضت أسعار الذهب بشكل كبير خلال الأسبوعين الماضيين، مما يشير إلى أول شهر هبوطي للذهب من العام الحالي. وقد تراجعت أسعار المعدن الأصفرعن ارتفاعاتها الحادة يوم الخميس، حيث بلغ مجموع انخفاضه ما يقارب 6٪ خلال الأسبوعين الماضيين فقط، حيث نما الاقتصاد الأمريكي بشكل أفضل من التقديرات الأولية خلال الربع الرابع من عام 2013. ويوم أمس، تراجعت أسعار الذهب بما يقارب 1٪ منخفضة إلى ما دون مستوى 1300$ للمرة الأأولى خلال الأسابيع الستة الماضية، واقترب بذلك سعر المعدن الأصفر من مستوى 1297 $ وقت كتابة هذا التقرير.
وقد ارتفعت أسعار الذهب بشكل كبير خلال الشهر الأول من عام 2014 ، حيث ادت البيانات الاقتصادية الأضعف منا لتوقعات من الولايات المتحدة، فضلا عن التوترات الجيوالسياسية في أوكرانيا إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن. رغم ذلك، قد قدم الاجتماع الشهري للبنك الاحتياطي الفيدرالي السياسة النقدية الذي عقد مؤخرا ضعف كبيرة لأسعار الذهب، حيث أشارت محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي المعينة حديثا، جانيت يلين، إلى أن أسعار الفائدة يمكن أن تشهد زيادة بعد نهاية النصف الأول من العام المقبل، مما أثار توقعات في السوق بين التجار بأنه سيتم رفع سعر الفائدة على المدى القريب. وسجل مؤشر الدولار الأمريكي (USDX) ارتفاع بالقرب من 1٪ خلال نفس يوم اعلان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC).
وانخفضت حيازات الذهب حيازات في صندوق نقد قابل للتداول مدعومة من السبائك الذهبية في العالم، SPDR، بمقدار 1.8 طن يوم الأربعاء، مسجلا ثاني انخفاض يومي على التوالي ، ونتج عن هذا انخفاض كلي في هذه الحيازات بمقدار 18.8 طن خلال عام 2014.
وحتى بعد الهبوط في الطلب على الاستثمار، ظل الطلب الفعلي قويا من الصين التي تعتبر أكبر مستهلك للذهب في العالم. فقد سمحت البلاد بتقديم تراخيص استيراد الذهب إلى المزيد من البنوك خلال شهر يناير من أجل اشباع الطلب المحلي من الذهب مما أدى إلى ارتفاع بنسبة 30٪ في الواردات الصينية من الذهب من هونج كونج خلال شهر فبراير. وظلت الواردات الصافية من الذهب عند 109.2 طن متري خلال شهر فبراير بالمقارنة مع 83.6 طن في يناير و 60.9 طن في العام السابق. من ناحية أخرى، من المتوقع أن تشهد الهند التي تعتبر ثاني أكبر مستهلك للذهب في العالم زيادة في معدل الطلب الفعلي خلال الأشهر القادمة بسبب مواسم المهرجانات والأعراس. وعلاوة على ذلك، فإن البلاد على مقربة من الانتخابات الوطنية مما يثير توقعات بأن الحكومة الجديدة قد تخفف من بعض معايير استيراد الذهب التي فرضتها خلال السنة الماضية.
وخلاصة القول، يعتبر الدافع وراء الانخفاض الأخير في سعر الذهب بشكل أساسي هو التحسن في الاقتصاد الامريكي فضلا عن تخفيف التوترات الجيوسياسية في أوكرانيا، والتي من المتوقع أن تستمر في إلحاق الضرر بمعدلات الطلب على للذهب كملاذ آمن لى المدى القريب. علاوة على ذلك، قد تتراجع حدة قوة الذهب بشكل إضافي في حالة استمرار التحسن في الاقتصاد الامريكي و / أو في حالة صدور تعليقات تدعم احتمالات تضييق السياسة النقدية من صناع السياسة النقدية في الولايات المتحدة الامريكية.
وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن تُبطِل احتمالات الانخفاض حاد في أسعار الذهب ورود أي إشارة من الحكومة الهندية الجديدة بتخفيف حدة المعايير الصارمة لاستيراد الذهب ، الأمر الذي قد يقدم قوة إضافية لأسعار الذهب . وبالتالي، من غير المتوقع أن تشهد أسعار الذهب تقلبات صعودية- هبوطية في المدى القريب.