أسباب فشل ارتفاع الدولار الامريكي على الرغم من قوة بيانات التوظيف

أسباب فشل ارتفاع الدولار الامريكي على الرغم من قوة بيانات التوظيف

 

كان الاسبوع الماضي متقلبًا بسبب الاضطرابات السياسية في ايطاليا والتي سيطرت على الاسواق في النصف الأول من الاسبوع. وانتهت هذه الاضطرابات بتشكيل الحكومة الإيطالية الشعبية بعد موافقة الرئيس سيرجيو ماتاريللا .  ثم سيطر على السوق الأخبار المتعلقة بالحرب التجارية حين قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السماح بالإعفاء المؤقت لكندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي بشأن التعريفات الجمركية على الصلب والألومنيوم.  وتسبب ذلك في ردود أفعال قوية وصياغات انتقامية من حلفاء الولايات المتحدة الامريكية .  لكن يبدو ان المستثمرين غير متضايقين من ذلك، حيث ارتفعت الأسهم في أوروبا و الولايات المتحدة الامريكية واغلقت يوم الجمعة على ارتفاع.

وفي أسواق العملات، تحولت العملة الامريكية من العملة الاكثر قوة واغلقت على انتها العملة الأضعف حيث تلاشت الأزمة السياسية الإيطالية بشكل مؤقت.  وكان الدولار الامريكي هو ثاني أضعف عملة على الرغم من القراءة الأفضل من التوقعات التي جاء بها تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي . ويتوقع السوق أن مسار سعر الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي قد عاد إلى المستوى الطبيعي بعد تقلب هذا المسار كثيرًا. وكان اليورو هو ثالث أضعف عملة، وهو أمر مفهوم بسبب الصدام بين القادة الإيطاليين والاتحاد الأوروبي .  واغلق الدولار النيوزلندي كأقوى عملة حيث امتد الارتداد الصعودي التصحيحي الاخيرز  وتحول الاسترليني من ضعفه حيث اغلق كثاني أقوى عملة  حيث حصل على دعم من ارتفاع مؤشر مديري المشتريات (PMI) بقطاع الصناعات التحويلية. وكان الدولار الاسترالي هو ثالث أقوى عملة ولم يعبأ بهذه الأحداث.

وكان عدم استمرار عمليات الشراء على الدولار الأمريكي بعد تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي أمر محير قليلا. سجل تقرير التوظيف الامريكي ارتفاعًا بمقدار 223 ألف في شهر مايو، وهي قراءة تفوق التوقعات التي كانت عند 190 ألف. وانخفض معدل البطالة إلى 3.8% مقابل التوقعات بنسبة 3.9%. ويعتبر هذا هو ادنى مستوى خلال 18 عامًا. والاكثر أهمية من هذا هو أن معدل نمو الاجور قد ازداد قوة.  فقد ارتفع متوسط الاجور في الساعة بنسبة 0.3% على أساس شهري، وهي قراءة أعلى من التوقعات التي كانت عند 0.2% على أساس شهري.

ويتوقع السوق أن مسار سعر الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي قد عاد إلى المستوى الطبيعي. وتشير العفود المستقبلية الخاصة بقييم توقعات سياسة أسعار الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي بأنه توجد فرصة عند 91.3% لصالح رفع سعر الفائدة إلى 1.75- 2.00% في شهر يونيو. والأكثر اهمية من هذا، أن العفود المستقبلية الخاصة بقييم توقعات سياسة أسعار الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي تضع فرصة بنسبة 66% لصالح رفع سعر الفائدة  إلى 2.00-2.25% في اجتماع شهر سبتمبر. وتعتبر هذه النسبة أقل من القرصة التي وضعها الشهر الماضي عند 75%.  ولكن يعتبر هذا في الوقت ذاته تحسن كبير بالمقارنة مع النسبة التي كانت يوم الأربعاء عند 40%.

وقد استقرت عوائد الستدت بعد انخفاضها الى 2.759. وكان هناك دعم قوي عند مستوى 2.7، والذي يقترب من مستوى الدعم 2.717، والذي يمثل مستوى تصحيح فيبوناتشي بنسبة 38.2% للحركة من 2.033 إلى 3.115 وذلك عند مستوى 2.701. وقد يكون هناك قدر من التماسك بين 2.7 و 3.1. .

إذن لماذا لم يشهد الدولار قوة واضحة؟ إن تفسير هذا هو ان الدولار قد تجاوز ذروة الشراء بعد ارتفاع عوائد السندات ، واختلاف السياسة النقدية ، والمخاطر الجيوسياسية. وبالنسبة لمنطقة اليورو، فإن الاضطرابات السياسية الايطالية متوقفة بشكل مؤقت. وتلقت الاسواق خبر تغيير رئيس الوزراء الاسباني بشكل جيد. والاكثر أهمية من هذا هو ان البيانات الاقتصادية كانت ايجابية. وارتفع مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الألماني إلى 2.2% على اساس سنوي في شهر مايو. وكان مؤشر أسعار المستهلك قويًا في فرنسا حيث ارتفع الى 2.3% على أساس سنوي في شهر مابو. وكلا المعدلين أعلى من المستوى المستهدف من البنك المركزي الأوروبي (ECB). وبشكل عام ارتفع مؤشر أسعار المستهلك (CPI) من منطقة اليورو إلى 1.9% على أساس سنوي ، مرتفعا من مستوى 1.2% الذذي كان عليه في شهر أبريل، وهي قراءة تفوق التوقعات التي كانت عند 1.6% على اساس سنوي.  وتعتبر هذه النسبة قريبة جدا من المستوى المستهدف من البنك المركزي الأوروبي (ECB) عند 2%.  ومن المتوقع أن يكون ارتداد مؤشر أسعار المستهلك (CPI) سبب في إزالة الكثير من القلق لدى مشرعي السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي (ECB). وبالتالي من المفترض أن يعود البنك المركزي الأوروبي (ECB) إلى مسار إنهاء برنامج مشتريات الاصول هذا العام، حتى بعد شهر سبتمبر. .

وعلى نحو مشابه، لم تعد البيانات الاقتصادية سيئة من بريطانيا.  ارتفع مؤشر مديري المشتريات (PMI) بقطاع الصناعات التحويلية في بريطانيا إلى 54.4 في مايو، وهي قراءة تفوق التوقعات التي كانت عند مستوى 53.5. وتعتبر هذه اشارة على استقرار التباطؤ.  وسوف تكون هناك المزيدمن البيانات الاقتصدية البريطانية هذا الاسبوع، متضمنة مؤشرات مديري المشتريات بقطاع الخدمات والإنشاء. ومن المتوقع ان تعكس هذه البيانات قوة الارتداد في الربع الثاني. وفي الوقت الحالي لا يزال رفع سعر الفائدة من البنك البريطاني بعيد المنال.  ولكن لا يعتبر رفع سعر الفائدة في شهر نوفمبر أمر غير وارد. ومن المتوقع أن يكون أسوأ ما في توقعات البنك البريطاني قد انتهى.

Exit mobile version